ترك برس

قال سفير تبليسي لدى أنقرة جيورجي جانجافا، إن تركيا دولة صديقة لجورجيا وشريك استراتيجي لها، وإنها دعمت على الدوام وحدة أراضيها وسيادتها في جميع المحافل الدولية، وجهود التكامل مع المؤسسات الأوروبية الأطلسية.

وأضاف في حوار مع وكالة الأناضول، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لافتتاح أول سفارة لجورجيا في أنقرة، أن نائب رئيس الجمعية التأسيسية لجمهورية جورجيا الديمقراطية، السياسي المخضرم سيمون مديفاني، وصل في 31 يناير/كانون الثاني 1921 إلى أنقرة مع وفد دبلوماسي بعد تعيينه أول سفير لتبليسي في أنقرة.

وأشار جانجافا إلى أن وزير الخارجية التركي الأسبق بكر سامي، وهو أول وكيل خارجية يتبع للحكومة التي تشكلت داخل مجلس الأمة التركي وقتها، سافر مع الوفد الجورجي من تبليسي إلى أنقرة.

** الذكرى المئوية لافتتاح البعثة الجورجية

ولفت جانجافا إلى أن بعض الذكريات المهمة عن رحلة الوفد الجورجي إلى أنقرة جرى توثيقها من قبل الروائية والأديبة التركية الشهيرة، خالدة أديب أديوار، إحدى أبرز الكتاب خلال حقبة النضال الوطني وحرب الاستقلال في تركيا.

وتابع: "لقد كتبت أديوار في روايتها (اختبار الأتراك بالنار)، عن لقاء جمعها مع مديفاني في فندق بمدينة أسكي شهير (وسط تركيا) في يناير 1921".

وأضاف: "في ذلك التاريخ افتتحت جورجيا بعثتها الدبلوماسية في منطقة (جبه جي) التي كانت خارج حدود مدينة أنقرة آنذاك، جاء الافتتاح بعد تقديم مديفاني أوراق اعتماده لرئيس مجلس الأمة التركي مصطفى كمال أتاتورك، نيابة عن جمهورية جورجيا الديمقراطية في 8 فبراير (شباط) 1921، بعد وقت قصير من وصوله أنقرة".

وقال جانجافا إن "هذا الحدث له أهمية قصوى؛ حيث قدم الممثل الجورجي كأول مبعوث أجنبي، أوراق اعتماده إلى رئيس البرلمان، وكان أول سفير أجنبي يهنئ مصطفى كمال أتاتورك، والجمهورية التركية الفتية بنيل الحرية".

ولفت إلى أن حفل تقديم أوراق الاعتماد جرى نقله من قبل العديد من الصحف، وقد حظي بنقل مباشر من قبل وكالة الأناضول، التي حرصت وقتها على نقل الأنباء التي تتعلق باللقاءات والمحادثات المختلفة التي جرت بين مديفاني وأتاتورك فيما بعد.

وأشار السفير إلى أن مصطفى كمال أتاتورك أجرى زيارتين إلى الممثلية الدبلوماسية لجورجيا في أنقرة بعد افتتاحها، وأن تلك الزيارتين كانتا دليلا على الاحترام الخاص الذي أولاه أتاتورك لجورجيا، وكذلك على الأهمية التي يوليها الجانبان لتعميق علاقات حسن الجوار.

وأضاف: "وبموازاة ذلك، قرر مجلس الأمة التركي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 1920 بعد مصادقة الرئيس المؤسس للجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، تعيين العقيد كاظم ديريك (أحد الشخصيات المقربة من أتاتورك وصديقه في السلاح) ممثلا استثنائيا لحكومة أنقرة في العاصمة الجورجية تبليسي".

** تركيا دعمت على الدوام وحدة أراضي جورجيا وسيادتها

وشدد جانجافا على شعوره بالفخر لكونه سفيرًا لبلاده في أنقرة، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى المئوية الأولى لافتتاح جورجيا أول ممثلية دبلوماسية في أنقرة وتقديم أول سفير أوراق اعتماده لمصطفى كمال أتاتورك.

وأوضح أن علاقات حسن الجوار بين جورجيا وتركيا خلال المئة عام الماضية اكتسبت أبعادا جديدة، "فضلا عن أن تركيا الدولة الصديقة والشريك الاستراتيجي لبلدنا، لم تأل جهدًا لدعم وحدة أراضي جورجيا وسيادتها في جميع المحافل الدولية، وكذلك دعم جهود التكامل مع المؤسسات الأوروبية الأطلسية".

وقال: "في الآونة الأخيرة، وبفضل الجهود المشتركة لكلا البلدين، تم تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة في العديد من المجالات مثل الطاقة، والاقتصاد، والتجارة، والثقافة، والتعليم، أو يجري تنفيذها حاليًا".

وبالإضافة إلى العلاقات الوثيقة القائمة بين جورجيا وتركيا، عقد البلدان عام 2016 أول اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين لإنشاء مستوى أكثر تقدمًا من العلاقات الثنائية.

وأعرب جانجافا باسم بلاده، عن امتنانه وشكره للدعم الكبير الذي قدمه الأصدقاء والشركاء الاستراتيجيون في تركيا، مشيرًا أن بلاده لم تنس يومًا أن تركيا كانت أول بلد اعترف باستقلال جورجيا عن الاتحاد السوفييتي عام 1992، وهو العام الذي شهد أيضًا إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين والتوقيع على اتفاقية الصداقة والتعاون وعلاقات حسن الجوار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!