ترك برس-الاناضول
قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، إن بلاده لا تجد من الصواب أن تدعم الولايات المتحدة تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي بذريعة مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أكار في إطار مشاركته بفعالية نظمتها وزارة الدفاع التركية بالعاصمة أنقرة، ضمن مراسم الاحتفالات بالذكرى الـ 106 لانتصار معركة جناق قلعة عام 1915.
وتحيي تركيا في 18 مارس من كل عام، الذكرى السنوية لانتصار الدولة العثمانية في معارك "جناق قلعة" ضد الحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية، احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت بالفشل.
وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة "غاليبولي" في ولاية جناق قلعة حاليا، بمثابة تحول لمصلحة الأتراك، حيث انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918).
وأشار أكار إلى تنفيذ الجيش التركي عمليات عسكرية ناجحة شمالي سوريا والعراق على أساس احترام سيادة ووحدة أراضي دول الجوار.
وأضاف، "لم يبق مكان يفر إليه الإرهابيون سواء في الداخل أو الخارج، فلقد دمرنا مخابئهم حتى تلك التي يعتبرونها أكثر أمنا، وسوف نواصل عملياتنا من مفهوم هجومي حتى تحييد آخر إرهابي".
ودعا الوزير التركي كافة الدول الصديقة والحليفة وكل من يدافع عن القيم الإنسانية إلى إبداء موقف قوي وإرادة مشتركة ضد الإرهاب.
وأردف، "لا نجد من الصواب دعم الولايات المتحد لتنظيم ي ب ك بذريعة مكافحة داعش"، مشددا أن منظمة "بي كا كا" الإرهابية الوجه الآخر لتنظيم "ي ب ك".
وأكد أن الجيش التركي كافح "داعش" بالمعني الحقيقي وجها لوجه، وحيّد من مسلحي التنظيم 3700 عنصر خلال عملياته شمالي سوريا.
وأضاف "بالتالي، يجب على الولايات المتحدة التعاون مع حليفتها تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي منذ قرابة 70 عاما، بدلا من التعاون مع تنظيم ي ب ك الإرهابي".
وعن المستجدات في بحري إيجة والمتوسط والشأن القبرصي، أكد الوزير التركي ضرورة حل المشاكل العالقة عبر الحوار في هذا الإطار.
وأعرب عن أسفه لمقابلة اليونان الموقف التركي البناء بتصريحات وأفعال سلبية واستفزازات.
وقال إن "المناورات اليونانية المستفزة، وتسليحها جزرا غير عسكرية في انتهاك للاتفاقيات، وفتح تلك الجزر أمام السفن الحربية الأجنبية، ومزاعمها غير القانونية حول جرفها القاري، ومطالبها غير المنطقية في بحري إيجة والمتوسط، تزيد التوتر بطبيعة الحال".
وأعرب أكار عن رفض بلاده القاطع للاستفزازات اليونانية في المنطقة، مبينا أن السلوك اليوناني لا يساهم إطلاقا في حل المشاكل.
وتساءل أكار عن سبب تسليح اليونان جزرا غير عسكرية في انتهاك صارخ لاتفاقيتي لوزان (1923) وباريس (1947) واللتان تتعلقان بجعل جزر بحر إيجة الشرقية منزوعة السلاح.
وتريد اليونان زيادة رقعة مياهها الإقليمية إلى 12 ميلًا عن طريق التذرع ببعض الجزر وحتى الجزر الصغيرة وغير المأهولة الموجودة في المنطقة.
والجزر التي تتذرع بها اليونان في الغالب، توجد على مرمى حجر عن السواحل التركية ويمكن مشاهدتها من تلك السواحل بالعين المجردة، فضلًا عن أن المطالب اليونانية المطروحة مؤخرًا ستؤدي لتقليص مناطق الصلاحية البحرية التركية وتضر بمصالحها وحقوقها القانونية.
وعليه، أعلنت تركيا منذ عام 1995، أن تطبيق مثل هذه الخطوات سيكون سببًا لبدء حرب بين الجانبين، لاسيما وأن المطالب اليونانية لم تقتصر على المجالات البحرية، حيث أعلنت أثينا رغبتها في توسيع مناطق صلاحياتها الجوية في بحر إيجة من 6 أميال حاليًا، إلى 10 أميال.
وشدد الوزير التركي أن الشعب اليوناني سيكون أكبر المتضررين من الحملات اليونانية غير المجدية حيال تسليح الجزر ببحر إيجة.
ونوه بأن الحل الأصح والأسهل هو مراعاة حقوق تركيا في المنطقة، وإقامة علاقات مبنية على حسن الجوار.
كما أعرب أكار عن رغبته في إقامة علاقات حسن الجوار مع جميع دول المنطقة بما في ذلك مصر.
وأضاف "نعلنها بكل وضوح، لا نطمع بحقوق وأراضي أحد، إلا أننا مصممون وقادرون على حماية حقوقنا ومصالحنا في وطننا الأزرق (الصلاحية البحرية التركية) بما في ذلك قبرص".
وعن الشأن الليبي، أوضح أكار أن تركيا مع الأشقاء الليبيين في قضاياهم المحقة.
وأضاف أن هدف تركيا يتمثل في المساهمة في تشكيل ليبيا موحدة إقليميا وسياسيا تعيش في سلام واستقرار بناء على مفهوم "ليبيا لليبيين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!