ترك برس
لا يزال "متحف الاستقلال" في ولاية شانلي أورفة، جنوب شرقي تركيا، يحتفظ بآثار المعارك التي دارت في المنطقة لدحر الغزاة الفرنسيين، بعد مرور 101 عاماً عليها.
المتحف الواقع في حي "أتاتورك" بالولاية، كان في السابق منزلاً مستقلاً شيّد عام 1903 وفق الطراز المعماري التقليدي، وحمل اسم "منزل محمود نديم أفندي".
** من مقر للغزاة إلى متحف للاستقلال
وبعد الغزاة الإنكليز، تعرضت الولاية للاحتلال من قبل الغزاة الفرنسيين، الذين حولوا "منزل محمود نديم أفندي" إلى مقر عسكري لجيشهم.
وبحلول 11 أبريل/ نيسان 1920، وإثر كفاح شعبي، تحررت "شانلي أورفة" من الاحتلال الفرنسي، فيما بات "منزل محمود نديم أفندي" رمزاً لمعارك الاستقلال التي شهدتها الولاية آنذاك.
وقبل 12 عاماً، قامت ولاية شانلي أورفة، بترميم المنزل التاريخي، وحولته إلى "متحف الاستقلال."
ويضم "متحف الاستقلال" في يومنا الحالي، سيوفاً، وأسلحة، وملابس خاصة بمن شاركوا من سكان الولاية في معارك الاستقلال، حيث تم الحصول على هذه المقتنيات من أقربائهم.
كما يحتوي المتحف على ميداليات منحت لأصحابها في أعقاب معارك الاستقلال، ورسائل، والأزياء التقليدية التي كان يرتديها وجهاء المنطقة حينذاك، إلى جانب تماثيل شمعية لهم.
** استعراض لتضحيات وبطولات الولاية
وفي حديثها لوكالة الأناضول، قالت زينب يلماز، مسؤولة "متحف الاستقلال"، إن "منزل محمود نديم أفندي"، كان رمزاً من رموز معارك الاستقلال في "شانلي أورفة."
وأضافت يلماز أن المتحف يستعرض تضحيات وبطولات الولاية ممن كافحوا ضد الغزاة والمستعمرين، قبل 101 عاماً.
وأكدت أن ولاية "شانلي أورفة" نفذت مشروعاً لترميم المنزل التاريخي، قبل 12 عاماً، من أجل نقل رمزيته إلى الأجيال القادمة أيضاً.
وتابعت قائلة: "المكان الذي نتواجد بداخله حالياً، كان شاهداً على استقلال شانلي أورفة يوم 11 أبريل/ نيسان (1920). وانطلاقاً من هذا المعتقد، نعمل على نقل هذا الرمز إلى الأجيال المقبلة أيضاً."
وأشارت إلى تحرير "منزل محمود نديم أفندي" ومعه "شانلي أورفة، يوم 11 أبريل 1920، من الاحتلال الفرنسي.
وأفادت بأن جدران المتحف لا زالت تحمل آثار معارك الاستقلال التي دارات في المنطقة بين سكان الولاية والقوات الفرنسية.
ولفتت إلى آثار الذخائر، والقذائف المدفعية والشظايا التي لا تزال موجودة إلى الآن، على جدران "متحف الاستقلال".
وفي محيط المتحف، استشهد 82 شاباً تركياً في ليلة واحدة، خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات الفرنسية، بحسب ما ترويه "يلماز."
وأردفت: "حولنا هذا المنزل إلى متحف من أجل إحياء ذكرى شهدائنا."
وأكدت على أن المتحف، أحد أبرز الرموز التي تحكي وتشرح ما شهدته المنطقة خلال معارك الاستقلال.
ودعت الشباب إلى زيارة المتحف، مضيفة: "من لا يعرف تاريخه، يرسم الآخرون جغرافيا بلاده".
من جهته، قال محمد طشقين، أحد زوّار المتحف، إنه تأثر جداً خلال جولته بداخله.
وأوضح طشقين أن آثار المعارك على الجدران تأخذ الزائر إلى تلك الحقبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!