ترك برس
منذ اليوم الأول للاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، في القدس والأحياء المجاورة لها، يتواصل الدعم التركي لفلسطين، على صعيد الشعب والحكومة والمعارضة.
وفي الوقت الذي يقود فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو، حملة دبلوماسية دولية لنصرة القضية الفلسطينية، يساندخ في ذلك الشعب عبر حملاته ومظاهرته، والمعارضة عبر تصريحاتها المساندة لفلسطين.
ولم يكن الدعم التركي للقدس والفلسطينيين ضد الممارسات الإسرائيلية، بالأمر الجديد، بل كانت فلسطين حاضرة في تركيا بمختلف الفترات، الأمر الذي أزعج إسرائيل لمرات عدة، ودفع صحفاً عبرية للتحذير من مساعي تركيا لتوعية المسلمين بأهمية القضية الفلسطينية ومكانة القدس.
وفي هذا الإطار، حذّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قبل أعوام، من زيارة رئيس الشؤون الدينية التركي، الأستاذ الدكتور، محمد غورماز، إلى القدس ولقائه بشخصيات فلسطينية هناك.
وكانت الصحيفة العبرية قد قالت عن "غورماز" بأنه نجح خلال السنوات السبع التي قضاها في منصبه في جعل القدس محطة لعشرات الآلاف من المسلمين في طريقهم إلى مكة المكرمة لتعزيز صلتهم بالنضال الفلسطيني، وإبراز تركيا في مركز المدافع عن المسجد الأقصى.
وفي تقرير لها، عام 2018، وجهت الصحيفة، انتقادات حادة لوزير الداخلية الإسرائيلي، لسماحه للمسؤول التركي بدخول إسرائيل، متهمة غورماز بـ"معاداة السامية".
وقالت الصحيفة حينها، إن غورماز كان من المقرر أن يشارك في مؤتمر في حي الشيخ جراح بمدينة القدس لبحث الدور الذي تضطلع به الأوقاف الإسلامية في الحفاظ على القدس من الاحتلال الصهيوني.
وأشادت الصحيفة بقرار وزير الأمن، جلعاد أردان، بمنع عقد المؤتمر الذي وصفته بالمهزلة.
وقالت الصحيفة إن مجرد وصول غورماز إلى إسرائيل كان يجب إن يكون خطا أحمر للسلطات الإسرائيلية، لأن الرجل هو صوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورمز لتدخل تركيا المتزايد في المنطقة.
وأردفت أن غورماز اضطلع بدور رئيسي في عملية زيارة الأتراك للقدس، حتى أنه تم تكريمه واستقباله بحرارة خلال زيارته في أيار/ مايو 2015 وبالسماح له بإلقاء خطبة الجمعة في الحرم القدسي، وبعدها بأسبوع منع المصلون ممثل الأردن من إلقاء الخطبة، في إشارة إلى تبدل أصحاب النفوذ الحقيقي على المكان المقدس.
وزعمت الصحيفة العبرية أن هيئة الشؤون الدينية التي ترأسها غورماز كان لها دور واضح في جهود حماية الطبيعة الإسلامية للقدس والتحريض على انتفاضة السكاكين بين عامي 2015-2016.
واعتبرت أن الأضرار التي يسببها نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" الذين منعهم وزير الداخلية في الأسبوع الماضي من دخول إسرائيل، أقل بكثير من الضرر الذي يلحقه غورماز بإسرائيل، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه كيف سمح له بدخول إسرائيل، على حد قول الصحيفة.
يُذكر أن غورماز كان قد خطب ذات جمعة في المسجد الأقصى، عام 2015، خلال توليه منصب رئاسة الشؤون الدينية ببلاده، في مشهد مثير حظي حينها بتفاعل واسع مع قبل المقدسيين.
غورماز الذي كان يزور حينها القدس، أشاد في خطبته التي ألقاها باللغة العربية، بأهمية القدس والمسجد الأقصى، وبتضحيات المقدسيين في الدفاع عن القبلة الأولى للمسلمين.
وفي سياق متصل، ومع اندلاع الأحداث الأخيرة في القدس، انتقد "غورماز"، الصمت العالمي إزاء انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين في القدس.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها غورماز، عبر حسابه على تويتر، باللغات التركية والعربية والإنكليزية.
وقال إن "القدس تحترق والمسجد الأقصى يصرخ وآلاف من إخوتنا المحاصرين فيه يطلبون العون، لقد ديست عصمة حرم الأنبياء جميعاً دون ذريعة، وعصمة البشرية تُداسُ دون مبرر، وإمام الأقصى يدعو من مآذنه مسلمي الأرض والبشرية جمعاء للنجدة، لكن البشرية صامتة."
غورماز الذي يتولى حالياً رئاسة معهد التفكر الإسلامي، اختتم تغريدته بالقول "اللهم خلصنا من هذا العجز والهوان يا كريم."
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح"، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
وازداد الوضع توترا في 10 مايو/أيار الجاري بشن إسرائيل عدوانا بالمقاتلات والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة أسفر حتى فجر الأربعاء عن استشهاد 219 شهيدا، بينهم 63 طفلا و36 سيّدة، بجانب أكثر من 1500 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
فيما استشهد 27 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأُصيب قرابة 7 آلاف في الضفة الغربية، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي يستخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!