ترك برس
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، عن اكتشاف بلاده كميات إضافية من الغاز الطبيعي قبالة سواحل ولاية زنغولداق، على البحر الأسود، ليرتفع إجمالي احتياطي الغاز المكتشف بالمنطقة إلى 540 مليار متر مكعب.
وأضاف في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح ميناء "فيليوس" ووضع حجر الأساس لمحطات معالجة الغاز الطبيعي بولاية زنغولداق، أن أنشطة التنقيب في محيط موقع "أماسرا 1" مستمرة، و"نتطلع لورود أخبار سارة جديدة من هذه المنطقة".
وكانت تركيا اكتشفت العام الماضي وجود نحو 405 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "تونا-1" القريبة من "أماسرا-1"، وهو أكبر اكتشاف غاز في البحر الأسود حتى الآن.
https://twitter.com/fatih_donmez/status/1400880926893215745
إعلان أردوغان عن الاكتشافات الجديدة، جاء في توقيت حساس وهام بالنسبة لتركيا، حيث تأتي قبيل أشهر من جلوس أنقرة على طاولة مفاوضات صفقات توريد الغاز الطبيعي من بلدان مختلفة، أبرزها روسيا وإيران وأذربيجان.
وتتوقع تركيا أن يكون أول تدفق للغاز من حقل "صقاريا" في 2023، ووفق بلومبيرغ، فإن من المتوقع أن يوفر الحقل المذكور ما يصل إلى 30% من الغاز الذي يتطلبه اقتصاد تركيا.
وتستورد أنقرة حاليا ما يقارب 50 مليار متر مكعب من الغاز الذي تستهلكه سنويا، ويتوقع المسؤولون أن يعزز الإنتاج المحلي الطلب على الغاز في البلاد بنسبة 60%، ليصل إلى 80 مليار متر مكعب سنويا بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أيضا أن تسمح الاكتشافات لتركيا باستيراد غاز أرخص ثمنا، وخفض متوسط فاتورة الطاقة السنوية بنحو 44 مليار دولار.
وفي السياق، ذكر تقرير لمؤسسة "ريستاد إنرجي" لأبحاث الطاقة النرويجية المستقلة أن استهلاك تركيا للغاز انخفض خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة. لافتا إلى أن دخول حقل "أماسرا-1" للخدمة في إنتاج الغاز سيتيح لتركيا التقدم بخطى ثابتة نحو الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وفقاً لما نقلته "الجزيرة نت."
وأفاد تقرير "ريستاد إنرجي" أن توقيت الاكتشافات الجديدة لا يمكن أن يكون أفضل من هذا التوقيت؛ لأن 25% من عقود الغاز طويلة الأجل لتركيا تنتهي نهاية العام الحالي، وهو ما يتيح لأنقرة فرص الحصول على أسعار أفضل للغاز من الموردين.
وفي هذا السياق، تنتهي في نهاية العام الجاري 2021 العقود طويلة الأجل التي أبرمتها تركيا مع شركة "غازبروم" الروسية، والتي تغطي 8 مليارات متر مكعب من واردات الغاز.
وفي التاريخ نفسه، ينتهي عقد 6.6 مليارات متر مكعب من الغاز مع أذربيجان، واتفاقية الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل مع نيجيريا، والتي تغطي 1.3 مليار متر مكعب.
إضافة إلى ذلك، فإن مدة عقد الغاز مع الجزائر بـ4.4 مليارات متر مكعب ينتهي في 2024، كما ينتهي في 2025 عقد خط أنابيب "بلو ستريم" من روسيا بـ16 مليار متر مكعب، وعقد الغاز طويل الأجل مع إيران، الذي يغطي 9.6 مليارات متر مكعب.
ومع اكتشافات تركيا المتتالية للغاز الطبيعي في البحر الأسود، تزداد آمال الأتراك بوصول بلادهم إلى مصافي "الـ10 الكبار"، وتحسين الواقع الاقتصادي عبر تقليل الاعتماد على الخارج في مجال الطاقة وتلبية الاحتياجات محليا.
وأكد خبراء أن اكتشافات الغاز في البحر الأسود ستجعل أنقرة أكثر قوة على المستوى الاقتصادي، وستمنحها مزيدا من الحرية في حركتها السياسية الخارجية.
فمع اكتشاف هذه الاحتياطات سيصبح الموقف التركي أقل تعرضا للضغوطات الروسية النابعة من سيطرتها على موارد الطاقة الأساسية لتركيا.
ويتوقع تقرير لوكالة "بلومبيرغ" أن تتراجع عمليات الاستيراد عبر خط ترك ستريم (خط أنابيب الغاز الطبيعي بين روسيا وتركيا) بناء على حجم الاكتشافات.
وفي معرض الإجابة على سؤال حول وجود اكتشافات أخرى لاحقاً، قال وزير الطاقة والموارد التركي، فاتح دونماز، في تصريحات صحفية إنه من المتوقع أن تُكتشف في أقرب وقت آبار وحقول جديدة في منطقة حقل الغاز المكتشف.
وأشار إلى أن بلاده تواصل العمل في مناطق الاكتشافات التي حصلت، وأنهم سيواصلون "أعمال التنقيب والمسح بإمكانيات محلية، كما سيُنشأ خط أنابيب لنقل الغاز."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!