ترك برس
علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على تأثير إنشاء قناة إسطنبول، على المعادلة العسكرية في البحر الأسود.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الأربعاء، مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، في ولاية أنطاليا (جنوب غرب).
وتعقيبا على تصريح لتشاووش اوغلو حول تأثير قناة إسطنبول على اتفاقية مونترو، أفاد لافروف بأنهم "سعداء بالتفاعل الحاصل مع أصدقائنا الأتراك حول تنفيذ الاتفاقية".
وأضاف: "لن يمهد إنشاء قناة إسطنبول بأي شكل من الأشكال الطريق لوحدات عسكرية من الدول الأجنبية لتكون هناك".
وتعتزم تركيا شق "قناة إسطنبول المائية" في الجانب الأوروبي من المدينة، بعد أن تحول مضيق البوسفور في إسطنبول، إلى أحد أكثر المضائق البحرية حساسية بالنسبة لسفن شحن البضائع، نتيجة الازدحام المروري الحاصل فيه.
وتربط القناة البحر الأسود شمال إسطنبول ببحر مرمرة جنوبا، وتقسم الجزء الأوروبي من المدينة إلى قسمين جاعلة من الجزء الشرقي من القسم الأوروبي جزيرةً وسط قارتي آسيا وأوروبا.
وتقول التقارير الرسمية إن القناة الموازية ستدرّ على تركيا نحو 8 مليارات دولار سنويا، تساهم في تعويضها عن 10 مليارات حُرمت منها بفعل تسعيرة المرور المخفضة عن السفن التي تعبر مضيق البوسفور، تبعا لاتفاقية مونترو.
وتشير البيانات إلى أن عائدات القناة الجديدة ستغطي خلال عامين فقط تكاليف المشروع البالغة نحو 15 مليار دولار، وستحوّل مضيق البوسفور التاريخي إلى خط ثانوي للتجارة البحرية مقارنة بالقناة الجديدة التي ستجتذب السفن والناقلات العملاقة.
وتنبع القيمة الأهم للقناة من عدم خضوعها لاتفاقية مونترو، مما يسمح لتركيا بجباية 5.5 دولارات عن كل طن من البضائع وحمولات السفن التي تعبرها يوميا.
ووفقا لمعلومات أوردتها وزارة التجارة فإن القناة -التي تربط شاطئ منطقة سليفري على بحر مرمرة بشاطئ كاراكوي على البحر الأسود- ستمنح تركيا أفضلية تنافسية في تجارة النقل الدولي التي يمر أكثر من 75% منها عبر البحار.
وكان الرئيس أردوغان قد أعلن عن مشروع حفر القناة التي تبعد 30 كلم إلى الغرب من قناة البوسفور "المضيق الطبيعي الذي يشق إسطنبول" عام 2011.
وتهدف تركيا إلى تخفيض الضغط على قناة البوسفور التي يعبرها ما بين 40 و42 ألف سفينة سنويا، رغم أن طاقتها تسمح بعبور 25 ألف سفينة فقط.
وسبق لرئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو -التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض- أن قاد حملة معارضة شرسة لمشروع القناة، كما أشار في تصريح له إلى أن شق القناة ينتهك 7 اتفاقات دولية أهمها اتفاقية مونترو.
بدوره، أعلن وزير البيئة والتخطيط العمراني، مراد قوروم، أن القناة، التي ستسمح بمرور 185 سفينة يوميا بأمان، حصلت على تقييم إيجابي من 52 مؤسسة ومعهدا مختصا، خاصة في قطاع البلديات ومن ضمنها مراكز تتبع لبلدية إسطنبول الكبرى.
وقبل أيام، وضع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول حجر أساس لجسر على قناة إسطنبول المائية التي وصفها بالمشروع المنقذ لمستقبل المدينة.
وقال أردوغان خلال مراسم وضع حجر الأساس لأول جسور قناة إسطنبول، "نفتتح اليوم صفحة جديدة في تاريخ تنمية تركيا."
وأوضح خلال المراسم التي أقيمت في منطقة سد "سازلي دره" بالشطر الأوروبي من إسطنبول، أن عدد السفن العابرة سنويا لمضيق البوسفور ارتفع من 3 آلاف في ثلاثينيات القرن العشرين إلى 45 ألفا في وقتنا الراهن.
وأشار أن التقديرات تشير إلى أن عدد السفن العابرة لمضيق البوسفور سيصل 78 ألفا عام 2050.
وأكد أن كل عملية عبور لسفينة كبيرة بمضيق البوسفور تشكل مخاطر جسيمة محتملة لمدينة إسطنبول
وأفاد أن الطاقة الاستيعابية الآمنة للسفن العابرة لمضيق البوسفور تصل إلى 25 ألف سفينة سنويا.
ومضى قائلا: "نرى أن قناة إسطنبول مشروع لإنقاذ مستقبل إسطنبول".
وأكد أن هناك حاجة لهذا المشروع من أجل حماية النسيج التاريخي والثقافي للمضيق أيضا.
ونوه أن قناة إسطنبول من المشاريع الأكثر صداقة للبيئة في تركيا والعالم.
وأضاف: "نهدف لإنجاز "قناة إسطنبول" في غضون 6 سنوات بتكلفة تقارب 15 مليار دولار".
وأعرب عن اعتقاده بأن التجمعات السكنية المخطط اقامتها على ضفتي القناة بسعة اجمالية تبلغ 500 ألف نسمة ستزيل الضغط عن مركز إسطنبول.
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن طول القناة سيبلغ 45 كم، وعرض قاعدتها 275 مترا على الأقل، فيما سيكون عمقها نحو 21 مترا.
وأكد أردوغان أن الدراسات أظهرت أن قناة إسطنبول ستكون أكثر أمانا 13 مرة من مضيق البوسفور من حيث السلامة الملاحية.
وبين أن قناة اسطنبول جرى تصميمها بحيث يمكنها استيعاب 99 بالمئة من حركة الملاحة الراهنة في المضيق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!