ترك برس
نجحت المسلسلات التلفزيونية التركية، التي تلقى شعبية واسعة منذ بدء عرضها في إسبانيا قبل أربع سنوات، في التقريب بين شعبي البلدين، والتحول إلى جسر ثقافي يربط طرفي البحر المتوسط.
وقال خوسيه أنطونيو أنطون، نائب المدير العام لمجموعة "أتريسميديا" الإسبانية للإنتاج التلفزيوني، إن المسلسلات التركية تحولت إلى جسر بين الثقافتين التركية والإسبانية.
وأضاف أنطون في حديث لوكالة الأناضول، أن "أتريسميديا" تعتبر إحدى شركات الإنتاج التلفزيوني الرائدة بعرض المسلسلات التركية في إسبانيا.
ولفت إلى أن شركته عرضت على الجمهور الإسباني حتى الآن قرابة 20 مسلسلا تركيا.
وأشار إلى أن شركات الإنتاج التلفزيوني الأمريكية هيمنت لسنوات على قطاع صناعة المسلسلات بالعالم، إلا أن هذه الهيمنة انتقلت مؤخرا للشركات التركية.
وتابع: "منذ أن بدأنا بث المسلسلات التركية، لمسنا تأثيرها على المجتمع الإسباني لدرجة أن بعض العائلات بدأت تسمي أبناءها مصطفى".
وأوضح أن "لدى إسبانيا وتركيا العديد من الجوانب الثقافية والقيم المشتركة. لقد تمكنت المسلسلات التركية من إظهار تلك الجوانب وزيادة العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين".
وأشار أنطون إلى أن شركته عرضت على الجمهور الإسباني أول مسلسل تركي (ما ذنب فاطمة جول؟) عام 2018، وحظي بمتابعة المشاهدين، ما دفع شركات الإنتاج إلى زيادة اهتمامها بعرض المسلسلات التركية.
وأردف: "حظيت المسلسلات التركية بنسبة مشاهدة عالية في الكثير من بلدان الشرق الأوسط والدول العربية وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية".
وأكمل: "اتخذنا خطوة لم يجرؤ أحد في أوروبا الغربية على القيام بها من خلال عرض المسلسلات التركية على الجمهور في بلدان القارة".
ومضى قائلا: "بمرور الوقت، رأينا أن المسلسلات التركية حطمت أرقاما قياسية في نسبة المشاهدات في أوروبا الغربية".
وزاد: "حظيت القصص والمشاهد والممثلون بشعبية كبيرة في المجتمع الإسباني. ما دفعنا إلى مواصلة الاستثمار في هذا القطاع وعرض العديد من المسلسلات التركية الجديدة".
وذكر أنطون أنه وسط انتشار جائحة كورونا صيف 2020، عرضت شركته عبر محطة "أنتينا 3" الخاصة المسلسلات التركية "النساء"، و"ابنتي"، و"عمارة الأبرياء"، في الفترات الزمنية الأكثر مشاهدة (وقت الذروة).
وأوضح أن الأعمال التركية وضعت معايير عالية جدا في قطاع صناعة المسلسلات التلفزيونية، الذي خضع لسيطرة الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين لسنوات طويلة.
وبين أن المسلسلات التركية أظهرت الوجه الحديث لتركيا وقللت إلى حد كبير من الأحكام المسبقة في أوروبا، إضافة إلى وجود عنصر التنوع الذي لا نستطيع أن نجده في نظيرتها الفرنسية.
وأكد أنه إذا استمرت تركيا في إنتاج المسلسلات على هذا المستوى، فإن الطلب عليها سيزداد في إسبانيا خلال المرحلة المقبلة.
واعتبر أنطون أن الممثلين الأطفال في المسلسلات التركية ناجحون للغاية في أداء أدوارهم، ويضيفون لمسة أكثر إبداعية على العمل.
ـ وضعت حدا للأحكام المسبقة
من ناحية أخرى، قالت الإسبانية دولوريس فالفيردي (81 عاما)، للأناضول، إنها تابعت مختلف المسلسلات التركية التي عرضت على الجمهور خلال العامين الماضيين.
وأضافت: "قبل مشاهدة المسلسلات التركية، كنت أتصور أن تركيا دولة فقيرة وشوارعها ليست جميلة، لكنني رأيت أن الأمر ليس كذلك. هناك صور جميلة. لقد فاجأتني تركيا بجمالها، وعاداتها وتقاليدها الرائعة".
وأوضحت فالفيردي أنها بدأت تشعر بأنها قريبة من الشعب التركي، مشيرة إلى أن الممثلين الأتراك ناجحون للغاية في أداء أدوارهم، "لكن هناك مبالغة بعض الشيء في تعظيم دور الشخصيات الشريرة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!