(صورة لممثلة تركية في مسلسل عبد الحميد الشهير)
ترك برس
أظهرت إحصائيات حول نسب المشاهدات في المغرب، صعود نجم المسلسلات التركية لدى المشاهد المغربي، على حساب الدراما المكسيكية والمصرية التي كانت تستحوذ على الشاشات في البلد العربي، طيلة سنوات طويلة.
وبحسب تقرير مؤسسة "ماروك متري" (غير حكومية) المعنية بقياس نسب مشاهدة القنوات التلفزيونية في المغرب، الخاص بشهر أكتوبر، حصدت ثلاثة مسلسلات تركية مدبلجة، نسب مشاهدة عالية ضمن الأعمال التلفزيونية الأكثر مشاهدة في القناة "الثانية" المغربية الرسمية.
وحاز مسلسل "الوعد" المدبلج إلى اللهجة المغربية أعلى نسبة مشاهدة على القناة "الثانية" بـ6 ملايين و707 آلاف مشاهدة في اليوم.
ويحكي مسلسل "الوعد" قصة دراما عائلية تملؤها مشاهد من التشويق والمفاجآت.
كما جاء في المرتبة الثانية والثالثة من حيث عدد المشاهدة في نفس القناة مسلسلا "الطيور المجروحة" و"لحن الحياة" بـ6 ملايين و5 آلاف مشاهدة، و5 ملايين و78 ألف مشاهدة يوميا على التوالي.
وتحكي أحداث "الطيور المجروحة" قصة يتيمين يهربان إلى مدينة إسطنبول لبداية حياة جديدة بعيدا عن شخص دمر حياتهما.
فيما تدور قصة "لحن الحياة" حول رجل غني تزوج بحبيبة صديقه الفقير، ليعود بعد مرور سنوات إلى القرية للاعتذار منه ومساعدته على إنشاء مشروع ليوفر احتياجات أبنائه.
وتعتبر القناة "الثانية" التي تبث الدراما التركية الأكثر مشاهدة مقارنة بالقنوات المغربية الأخرى.
وبحسب مؤسسة "ماروك متري"، تقدمت القناة "الثانية" على باقي القنوات المغربية من حيث عدد المشاهدين خلال أكتوبر، في وقت الذروة، بنسبة 31.9 في المئة، تليها القناة "الأولى" بـ10.9 في المئة، وتأتي باقي القنوات بنسبة 5.6 في المئة، وفقاً لتقرير وكالة الأناضول.
ولا تزال هذه المسلسلات حتى الآن تحتل المراتب الأولى بالقناة الثانية.
لم تكن المسلسلات التركية الثلاثة أكثر ما جذب المشاهد المغربي، فخلال الأعوام القليلة الماضية، كانت مسلسلات "سامحيني" و"سنوات الضياع"، و"نور"، و"العشق الممنوع"، و"نهاية الحب"، من أكثر الأعمال شعبية في المغرب.
ويبقى مسلسل "سامحيني" التركي (بث من سنة 2011 إلى 2019) على القناة "الثانية" أكثر من حظي بنسب مشاهدة قياسية.
وكان هذا المسلسل المدبلج للعامية قد تحول طوال تسع سنوات إلى جزء من يوميات المغاربة، وتجاوز مرات عديدة حاجز 8.5 ملايين مشاهدة يوميا، بحسب أرقام "ماروك ميتري".
وتعليقا على إقبال المغاربة على الدراما التركية، قال أحمد شراك أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (حكومية) بمدينة فاس (شمال)، إن "الدراما التركية تستحوذ على اهتمام الجمهور المغربي في السنوات الأخيرة لنجاحها في اختيار الموضوعات وتجسيد الشخصيات".
وأضاف شراك للأناضول، أن "المسلسلات التركية على وجه الخصوص تجذب المشاهد المغربي من مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية، حتى أن أحداثها المشوقة تغدو على الألسن في يوميات المغاربة".
واعتبر أن "مسلسل سامحيني يبقى علامة فارقة على نجاح الدراما التركية في المغرب، خصوصا بعد تحقيقه إقبالا منقطع النظير طوال تسع سنوات من عرضه، ودون أن يصيب المشاهد المغربي الملل".
ولفت إلى أن "اختلاف مواقع التصوير وتنوع المعالم المعمارية والسياحية التي تقدمها مَشَاهد المسلسلات جعلها تقدم وجبة سياحية على مائدة درامية".
وأوضح أن "الدراما التركية ساهمت بشكل أو بآخر في دفع عدد من المغاربة إلى زيارة تركيا، خصوصا بعدما تعرفوا عليها بالأعمال الفنية".
وخلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت تركيا ضمن أهم الوجهات لدى السياح المغاربة، على خلفية المؤهلات السياحية التي تزخر بها، فضلا عن الأسعار المناسبة، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.
يُذكر أن تركيا تقوم حالياً بتصدير مسلسلاتها لـ102 دولة، من بينها المغرب، وارتقت في السنوات الأخيرة إلى المركز الثاني عالميا في تصدير المسلسلات، بعد الولايات المتحدة، بأكثر من 150 مسلسلًا.
ووصلت المسلسلات التركية للمشاهدين في 146 دولة؛ بأوروبا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية.
وتلقى المسلسلات التركية إقبالًا كبيرًا من قبل أكثر من 700 مليون مشاهد في بلدان تمتد من روسيا إلى الصين ومن كوريا إلى أمريكا اللاتينية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!