ترك برس-الأناضول
يشهد الخليج العربي حراكا دبلوماسيا وزيارات متزامنة عالية المستوى، في مقدمتها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة قطر، سعيا لإحلال الاستقرار، في ظل صراعات متشابكة تعصف بالمنطقة.
ويأتي هذا الحراك على وقع مساع إقليمية ودولية لحلحلة أزمات الشرق الأوسط، وأبرزها ملف إيران النووي والقلق الخليجي بشأن سياسات طهران، إضافة لمحاولات مكثفة لاستعادة زخم العلاقات بين دول المنطقة وزيادة التعاون في مواجهة التحديات الدولية.
** زيارة أردوغان إلى قطر
ووصل الرئيس أردوغان، الإثنين، إلى قطر في زيارة رسمية تستغرق يومين، استجابة لدعوة أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني.
وفي مؤتمر صحفي عقده في "مطار أتاتورك" بمدينة إسطنبول قبيل توجهه إلى الدوحة، قال أردوغان إن علاقاتنا الثنائية مع قطر ستتواصل بزخم أكبر في المرحلة المقبلة، موضحا أن حجم المشاريع التي ينفذها رجال الأعمال الأتراك في ذلك البلد يبلغ نحو 15 مليار دولار.
وأضاف: "إلى جانب قطر نعمل على تطوير علاقاتنا مع كافة دول الخليج الأخرى".
ورحب أردوغان بالجهود الدبلوماسية من أجل إعادة فتح أبواب الحوار في منطقة الخليج وإزالة سوء الفهم، مؤكدا أننا نؤيد استمرار روابطنا وتضامننا مع دول الخليج من خلال تقوية العلاقات المستقبلية.
من جانبه، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في الدوحة، إن بلاده ستوقع 12 اتفاقية مع تركيا، واصفا العلاقات بين البلدين بـ"الشراكة الإستراتيجية والاستثنائية".
وتطورت العلاقات القطرية التركية خلال العقدين الأخيرين بشكل متنامي في شتى المجالات؛ الاقتصادية والسياسية والعسكرية، خاصة منذ تولي "حزب العدالة والتنمية" إدارة تركيا في العام 2002.
** طحنون بن زايد بإيران
وفي ظل تحسن طرأ على علاقة البلدين مؤخرا، وصل مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد، الإثنين، إلى العاصمة الإيرانية طهران بدعوة رسمية من أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، استقبل في طهران، وفداً برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
وقالت "وام" إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن "الشيخ طحنون التقى نظيره الإيراني شمخاني، ومن المقرر أن يلتقي مع بعض كبار المسؤولين في بلادنا (دون تحديدهم)".
وخلال اللقاء، قال بن زايد، إن "إيران دولة كبيرة وقوية بالمنطقة وتتمتع بموقع جيوسياسي فريد يربط بين شرق العالم وغربه وتطوير العلاقات الأخوية مع طهران من أهم أولوياتنا"، حسب "إرنا".
بينما قال الأدميرال شمخاني، إنه "يمكن لدول الخليج أن تؤدي دوراً مهماً في اقتصاد المنطقة والعالم إذا تعاونت مع بعضها الآخر".
وبحسب ما ذكرته الوكالة الإيرانية، في وقت سابق الإثنين، فإن زيارة الشيخ طحنون إلى طهران، من المرجح أن تفتح المجال لاتخاذ خطوات جديدة في مسار التهدئة وإزالة التوترات في المنطقة.
وقالت إن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وصلت إلى مستوى متقدم وغير مسبوق في الأشهر الأخيرة.
وذكرت أن معالجة بعض المشاكل التنفيذية بين البلدين تسهم في تسهيل وتطوير العلاقات التجارية وحل مشكلة التبادلات المالية، موضحة أن هناك أفقا واسعا للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
ومنذ أشهر قليلة تشهد العلاقات الإماراتية الإيرانية تطورا إيجابيا ملحوظا، بعدما كان يشوبها التوتر لسنوات بسبب الجزر الثلاث "طنب الكبرى" و"طنب الصغرى"، و"أبو موسى"، المتنازع عليها بين البلدين.
وزاد التوتر، انضمام الإمارات إلى تحالف عربي تقوده السعودية منذ 2015 في اليمن لمواجهة الحوثيين المدعومين من طهران.
** جولة خليجية لولي العهد السعودي
يبدأ الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، الإثنين، زيارة رسمية إلى سلطنة عمان ضمن جولة خليجية تسبق قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تحتضنها الرياض منتصف ديسمبر الجاري.
وسيبحث بن سلمان خلال زيارته عددا من المجالات والجوانب ذات الاهتمام المشترك؛ خدمة لمصالح البلدين، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعبين لمستقبل أكثر رخاءً، ونماءً، وازدهارًا، بحسب ما جاء في بيان لديوان البلاط السلطاني العماني، السبت.
وفي يوليو الماضي، أجرى ابن طارق زيارة إلى السعودية تعد الأولى خارجيا له منذ تقلده منصبه في 11 يناير/ كانون الثاني 2020، خلفا للراحل قابوس بن سعيد.
وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وعُمان عام 2020، 3.36 مليارات دولار، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان 1.16 مليار دولار، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وتشمل جولة ولي العهد السعودي إضافة إلى سلطنة عمان، كلاً من البحرين، وقطر، والإمارات، والكويت.
وحسب وسائل إعلام سعودية، فإنه يتوقع أن يبحث بن سلمان مع زعماء الخليج تعزيز التعاون وتنسيق المواقف، فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والعربية والدولية، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!