حسين بسلي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
من النادر أنْ نجد شخصا، أو حركة، أو عملا، أو أي شيء نستطيع فعليا أنْ نصفه "باسم على مسمّى"، وحتى أنّ الآباء عندما يحلمون ويتخيلون ويختارون بناء عليه اسما لأبنائهم، يُصبح الاسم فقط يتعلق بالطفل الجديد، بعيدا عن معاني الاسم الحقيقية وأحلام والديه.
وهنا أيضا لا بدّ أنْ نقول أنّ الثورات والإصلاحات الآنية، والحركات الاستقلالية، لا تحقق –في العادة- شيئا عظيما، لكن في بعض الأحيان، نجد فعلا أنّ هناك تطابق تام بين الاسم والمسمّى، ولهذا نقول هو "اسم على مسمّى"، ويُبرهن لنا فعلا أنّه كذلك.
ومن هذه الأمثلة، حزب العدالة والتنمية، فمفهوم "التنمية" يقوم به الحزب بصورة ملموسة على أرض الواقع.
يُدرك كل صاحب بصيرة، أننا إذا تحدثنا عن موضوع "التنمية" في تركيا، فيجب علينا أنْ نقول "التنمية ما قبل حزب العدالة والتنمية، وما بعده"، لأن هناك فروقا شاسعة جدا بين تركيا ما قبل قدوم الحزب، وما بعد وصوله سدة الحُكم.
قبل خمسة عشر سنة، كنا نقول عن جبال وسهول الأناضول، لا يصلها طائر ولا يعبر منها عابر، أما اليوم، فقد أصبحت مرتبطة بشبكة طرق كبيرة وضخمة. واليوم أيضا، لم يتبق تقريبا أي قرية بدون كهرباء أو ماء أو طريق.
تجددت البنية التحتية في تركيا بالإمكانيات الحديثة، فاليوم تم إنهاء موضوع توسع الأحياء الفقيرة، وبدلا من ذلك، يتم بناء الأبنية بصورة مضادة للزلازل، وبذلك أصبح مستوى الأمان والرفاهية أفضل من الماضي بكثير. أما السكك الحديدية والموانئ البحرية والجوية ما زالت في ازدياد، فاليوم أخذت الرحلات الجوية الداخلية مكان رحلات الطرق البرية تقريبا.
شارك يوم الجمعة رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان، مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في افتتاح مشروع جديد، وهو مطار "أوردو-غيراسون"، والذي أصبح يخدم المدينتين، وأما الميزة العالمية، فكانت من خلال إنشاء هذا المطار على سطح البحر، وهو من المطارات المحدودة جدا في العالم التي يتم إنشاؤها على سطح البحر.
تركيا اليوم تقف على مشارف منعطف هام جدا، فقد تبقى 15 يوم على الانتخابات التي ستحدد النظام الحاكم والمعارضة خلال الفترة القادمة، وبالتالي فإنّ هذه الانتخابات ستحدد فيما إذا كانت تركيا ستستمر في طريق نهضتها هذه أم لا.
إذا حصل حزب العدالة والتنمية على أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة قوية، فإنّ مسار النهضة سينمو بصورة كبيرة، أما إذا ما حصل خلاف ذلك –وهو مستحيل لكن لنفترض- أنّ حزب العدالة والتنمية لم يستطع تشكيل الحكومة لوحده، فحينها ستعود تركيا بكل أسف إلى سابق عهدها، وستفقد استثمارات جديدة، كما أنها لن تصل إلى نهاية المشاريع القائمة.
أنا أثق تماما أنّ فراسة الشعب العميقة، ستجعله يُدرك هذه الحقيقة، وبناء عليها سيختار الأنسب للتصويت له، عندما يتوجه إلى صناديق الاقتراع.
أما موضوع "العدالة" فهو موضوع آخر يحتاج لكتابة أخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس