إرسوي ديدي - يني عقد - ترجمة وتحرير ترك برس
في ال17 من مارس الماضي أقام دميرطاش حفلًا حضره الكثير، وكانت اختتامية الحفل كلمة قالها وكأنه يُغرد على موقع تويتر والتي انتشرت كالنار في الهشيم قال فيها "لن نجعلك رئيسا، لن نجعلك رئيسا، لن نجعلك رئيسا (المُخاطب هنا أردوغان)". واليوم ردّ عليه مُرشحي حزب العدالة والتنمية في اجتماعهم بصوت عال ومُدوي مُخاطبين أردوغان "سنجعلك رئيسا، سنجعلك رئيسا، سنجعلك رئيسا".
لو نظرنا للانتخابات السابقة في 10 آب/ أغسطس من العام 2014 والتي كان التنافس فيها على كُرسي رئاسة الجُمهورية التُركية. فقد اكتسح أردوغان الانتخابات في الجولة الأولى بنسبة 52 بالمئة، وهي النسبة التي من الصعب وقد يكون مُستحيلًا الحُصول عليها في أي دولة أخرى من الجولة الأولى. وجرى التنافس على أصوات 21 مليون ناخب بين التحالف الكبير والمُستيقن بفوزه أردوغان.
تواجد في التحالف 15 حزب بالإضافة إلى فتح الله غولن الذي اختار التحالف مع اليسار، وتواجد في الحلف أيضا الشُيوعيون والأكراد والأقليات بمُختلف الألوان والأشكال، وحتى المثليون تواجدوا في مُحاولة منهم جميعا لإسقاط أردوغان. لو نظرنا الى الموضوع بنظرة علمية وفترضنا أن هنالك جولة ثانية فإن أردوغان كان سينتصربنسبة 70 بالمئة، وحتى لو حصل في الجولة الأولى على نسبة 49.9 بالمئة فهو في الإعادة وحسب لغة الأرقام لن تقل نسبة أصواته عن 70%.
يا تُرى ما الذي تغير في ال10 أشهر الماضية، هل حصلت أزمة اقتصادية كبيرة؟ هل انتقلنا من حالة السلم إلى حالة الحرب؟ أم أن البلاد إنقسمت؟ أم أننا فقدنا قُبرص؟ بالله عليكم ما الذي حصل حتى أصبحتم مُتيقنين من هزيمتكم لأردوغان وحزبه؟
ما دام هذا الشعب لم يعش ويُعاين أحداثًا دراماتيكية عظيمة فإن نسب الأصوت لن تتغير بشكل حقيقي. لقد انتشرت استطلاعات الرأي بكثافة وبأرقام كانت قد صمّمت من أجل أجندات مُعينة تخصّ البعض، فلا تُلقوا لها بالًا. فاستطلاعات الرأي تتساقط علينا من كل مكان، وقد رأينا استطلاعات من بريطانيا وإسرائيل وحتى قُبرص، فقبرص الصغيرة جدا تطل علينا بأرقام لا تدخل العقل صممتها الشركات المعنية لخدمة أجنداتها. وما أؤكده هنا أن معظم استطلاعات الرأي التي تتداولها وسائل الإعلام لا تمت للواقع بصلة.
أما النسب الواقعية التي يُمكن استطلاعها، فهي أن حزب العدالة والتنمية لم تتغير قوتة الانتخابية أبدا فهو ثابت على نسبة 52 بالمئة. وأما حزب الشُعوب الديمُقراطي والذي حصل في السابق على نسبة قريبة من 10 بالمئة بسب التحالف وهي أعلى نسبة قد نراها في تاريخه السياسي، فقد حصل على أصوات من الأكراد المُنتخبين سابقا للحزب الجُمهوري وأصوات من المُنتخبين لحزب العدالة والتنمية، فعدد المُصوتين الأساسيين المُحتملين من 20 سنة لحزب الشعوب الديمقراطي يتراوح حول ال3 مليون صوتًا لا غير.
ولتّذكير فإن أصوات الأحزاب في التحالف الماضي ستعود الى أصحابها، ولذلك فإن نسبة حزب الشعوب الديمقراطي ستعود الى حوالي 8 بالمئة ويُحافظ حزب العدالة والتنمية على نسبته في ما يُقاري 52 بالمئة.
ونعود لنؤكد أن حزب العدالة والتنمية هو الحصان الذين عليه كُل الرهانات بالفوز المُأكد، فقد أصبح حزب أردوغان الماركة الأكثر رواجا واكتساحا للسوق، حتى أصبح الكُل يختم باسمه. إن كان هناك شيء أقوله لكم فإني أنصحكم بالتركيز على التغييرات الدُستورية التي يُفكر بها أردوغان؛ لأنه عازم على فعل كُل ما يُريد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس