ترك برس-الأناضول
تتجه أنظار التجار في مدينة غيومري الأرمينية إلى الحدود مع تركيا، وإلى تطورات مساعي التطبيع بين أنقرة ويريفان، حيث ينتظرون بشغف عودة العلاقات بين البلدين، والأثر الإيجابي لذلك عليهم.
ويبلغ إجمالي طول الحدود البرية بين تركيا وأرمينيا 325 كيلومترا، يربطهما معبران أحدهما منفذ بري والآخر سكة حدودية.
وتربط "غيومري" بالحدود التركية سكة حديدية، فيما يقع المنفذ البري بولاية إغدير التركية.
وأغلق المعبران الحدوديان عام 1993، في أعقاب احتلال أرمينيا إقليم "قره باغ" الأذربيجاني، فيما تصدرا المشهد عام 2009، تزامنا مع محاولات التطبيع التركية الأرمينية.
وفي 2009، أجرت السلطات التركية أعمال إصلاح للمعبرين والطرق المؤدية إليهما، إلا أن افتتاحهما لم يتم بسبب توقف عملية التطبيع بين أنقرة ويريفان، لتتوقف معها أيضا احتمالات إعادة فتح الحدود بين البلدين.
وبالعودة إلى "غيومري"، فقد كانت المدينة الأرمينية إحدى مراكز النقل والصناعة الهامة في منطقة القوقاز، بالنسبة للاتحاد السوفييتي السابق.
وفقدت "غيومري" أهميتها وقوتها نسبيا عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وإثر تعرضها لزلزال عام 1988، إلا أنها لا تزال في يومنا الحالي، تحافظ على مكانتها كثاني أكبر مدينة أرمينية، وكمركز صناعي وثقافي هام.
ويترقب تجار "غيومري" وأصحاب المحلات فيها، تطورات عملية التطبيع بين تركيا وأرمينيا، حيث يعتقدون بأنها ستنعكس إيجابا على الحركة السياحية والتجارية في مدينتهم.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال الأرميني أرتوش يغيازايران، إنه عاش لسنين طويلة في سويسرا وبريطانيا بهدف الدراسة، قبل أن يعود إلى مدينته "غيومري" ويفتتح فيها مقهى يساهم في تعزيز الحياة الاقتصادية والثقافية.
وفيما يخص عملية التطبيع بين تركيا وأرمينيا، قال يغيازايران إنه ينظر بإيجابية إلى هذه الخطوة.
وأشار إلى وجود العديد من المشاكل التاريخية بين البلدين، لافتاً في الوقت ذاته إلى كون البلدين جارين.
وشدد على ضرورة إقامة علاقات تجارية بين أنقرة ويريفان، مبينا أن هذه الخطوة ستساهم في حلّ العديد من المشاكل العالقة بين البلدين.
وتساءل المواطن الأرميني قائلاً: "كيف لشخصين أن يحلا المشاكل التي بينهما دون أن يتواصلا؟"، مؤكداً أنه يدعم تأسيس علاقات وفتح قنوات حوار بين البلدين.
وأردف: "لا أريد لجهة ثالثة أن تتكلم باسم بلادي".
بدوره، قال نوريك تونويان، إن إعادة فتح المعابر الحدودية بين تركيا وأرمينيا، سترجع بالفائدة للبلدين.
تونويان الذي يمارس مهنة الحلاقة في "غيومري" منذ عقود، شدد على ضرورة عدم استمرار العداء طوال قرون بين تركيا وأرمينيا.
وأضاف أنه ليس من الصواب مواصلة الأخطاء والخلافات التي وقعت في الماضي.
وتابع: "التجارة تقرب بين البلدين والشعوب وتساهم في توفير أجواء الاستقرار والرخاء".
من جهته، ذكر أبين تشاهويان، الذي يعمل في نفس صالون الحلاقة مع تونويان، أنه يجب تحسين العلاقات ليس مع تركيا فحسب، بل مع كافة بلدان المنطقة.
وأوضح أنه من غير المعقول أن يواصل جاران يتقاسمان الحدود نفسها، الخلاف والقطيعة لفترات طويلة.
واستطرد: "ليس هناك شيء يتفوّق على السلم والسلام".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، اتفقت تركيا وأرمينيا على مواصلة المفاوضات بهدف التطبيع الكامل للعلاقات دون شروط مسبقة، وفق بيان للخارجية التركية حول أول لقاء بين الممثلين الخاصين التركي سردار قليج، والأرميني روبن روبينيان، في العاصمة الروسية موسكو، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.
وسيتم عقد الاجتماع الثاني في 24 فبراير/ شباط الجاري، بالعاصمة النمساوية فيينا.
ومؤخرا استؤنفت الرحلات الجوية بين تركيا وأرمينيا ضمن جهود تطبيع العلاقات بين البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!