ترك برس
تستمر حلقات النزاع الثقافي بين تركيا واليونان حول أصل عدد من الأطعمة والحلوى، ففي حين يعتقد الأتراك أن أصل البقلاوة الممتد لقرون سابقة تركي، يحرص اليونانيون على استخدام عبارة "البقلاوة اليونانية التقليدية"، لذلك يتهمها الأتراك بسرقة براءة إختراع البقلاوة.
يمتد النزاع فيما بين اليونان و تركيا منذ زمن طويل حول أصول العديد من الأطعمة الأخرى مثل والشاورما والعوامة، ومن أبرز حلقات هذا المسلسل اختيار اليونانيين للبقلاوة لوضعها في جناحهم بفعالية "كافيه يوروب" (Cafe Europe) عام 2006 باعتبارها حلوى يونانية، ما اعتبره الاتراك انتهاكا لحقهم الثقافي والتاريخي بنسبة البقلاوة إلى الأصول التركية.
وقد نشرت مؤخرا إحدى أشهر الصحف اليونانية مقالا بعنوان "البقلاوة اليونانية التقليدية"، مدعية بأنها حلوى يونانية، وكما كان متوقعًا لم يلقَ المقال ترحيبا من منتجي البقلاوة في تركيا.
كانت ردة فعل رئيس جمعية منتجي البقلاوة والحلويات التركية (BAKTAD) معلم البقلاوة من مدينة البقلاوة غازي عينتاب محمد يلدريم عند تعليقه على المقال اليوناني: "إنها أكاذيبهم المعتادة".
أشار يلدريم أن بعض الوثائق والمدونات التاريخية اليونانية الموجودة في تركيا أشارت إلى وجود البقلاوة في القصور العثمانية إبان عهد السلطان محمد الفاتح، حيث كان يتم توزيعها أحيانًا على عامة الشعب.
ودعا يلدريم المؤسسات المعنية بالتحرك تجاه هذه المسألة ذات الأهمية الخاصة، وقال: "للمصادر التاريخية أهمية كبيرة في هذه المسألة، بالإضافة للأنشطة الثقافية في هذا الإطار".
كما قدم محمد يلدريم مثالا على مصدر تاريخي يتحثد عن الأصل التركي للبقلاوة قائلا: "كتب أوليا تشلبي في كتاب "سياحة نامه" أنه أكل البقلاوة في قصر بيتليس باي في منتصف القرن السابع عشر، كما أوضح في كتابه "سور نامه" أن السلطان أحمد الثالث أكرم ضيوفه بالبقلاوة في أثناء حفل أقامه بمناسبة طهور ابنه الرابع في عام 1720".
رغم ذلك تصر اليونان على أن البقلاوة يونانية الأصل بالرغم من هذه الحقائق التاريخية الدالة على أنها تركية، يقول يلدريم: "هذا هو أسلوبهم مع الأسف، وقد خاضوا أيضا حرب الجبن مع الدنمارك، التي ربحت بعد 12 عاما من النزاع، ويريدون فعل الشيء نفسه مع تركيا، ولكن ليكن بمعلومهم أن البقلاوة سجلت كحلوى تركية من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2013، وفي الحقيقة يمكننا وصف نهجهم بأنه (سرقة براءة اختراع)".
أشار يلدريم إلى أن أحد المطاعم بالولايات المتحدة الأمريكية، كتب وصف البقلاوة في قائمة طعامه بأنها "حلوى يونانية"، وذكر أنّه نقل ذلك إلى المسؤولين، ثم بدأ تدريجيا منذ ذلك الحين بالتصدي لهذه الظاهرة، بهدف تثبيت الهوية التركية للبقلاوة.
وفي عام 2019، أجريت دراسة تتعلق بأول ما يرغب السياح بفعله عند قدومهم إلى تركيا على شكل سؤال يقول: "ما أول رغباتكم؟"، وكان تناول البقلاوة على رأس قائمة الرغبات، لأنها معروفة عند الأجانب بأنها حلوى تركية، يقول يلدريم: "إلا أن اليونان تزعم عكس ذلك باستمرار، ليس مع تركيا فقط بل لديها مزاعم شبيهة بذلك في جميع أنحاء العالم".
وبالرغم من ذلك، يؤكد يلدريم أنه سيواصل القيام باتخاذ الخطوات اللازمة بشتى الوسائل ليوضح للجميع أن أصل البقلاوة تركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!