ترك برس
تعد العملات إحدى أبرز الشواهد على الحقب التاريخية لحضارة ما، إذ أنها تعكس عن تلك الفترة الزمنية ما لا تظهره الوثائق الرسمية والتاريخية.
وفي هذا الإطار، يتيح متحف "ضربخانة" في إسطنبول، لزواره فرصة التعرف على مختلف العملات والميداليات على مر التاريخ، بدءاً من العصور القديمة، ومروراً بالعصور الوسطية، ودون انتهاء بالحقبة العثمانية.
مبنى المتحف الواقع في منطقة "بيشيكطاش" على الشق الأوروبي من إسطنبول، تشرف عليه المديرية العامة لصك النقود وطبع الطوابع البريدية التابعة لوزارة الخزانة والمالية التركية.
وإلى جانب العملات النقدية، يعرض المتحف الأوسمة والميداليات التاريخية أيضاً.
ونقل تقرير لوكالة الأناضول، عن يشار تشوقور، مسؤول قسم حفظ المقتنيات الثمينة في المتحف، قوله إن الأخير يضم قرابة 13 ألف قطعة أثرية.
وأضاف أن معروضات المتحف تعود إلى عصور اليونان القديمة، والقرون الأوروبية الوسطى، والحقبة العثمانية، فضلاً عن عهد الجمهورية التركية.
وأشار إلى أنه بإمكان الزوار زيارة المتحف ورؤية معروضاتها من العملات والمقتنيات الأخرى، وذلك عقب الحصول على موعد مسبق من إدارة المتحف.
وذكر أنه إلى جانب العملات، يضم المتحف أيضاً أوسمة وميداليات.
وأفاد بأنه "لدينا الكثير من العملات الثمينة ذات الأهمية التاريخية"، مستشهداً على ذلك بأول عملة للحضارة الليدية، والعملة السلطانية للسلطان العثماني محمد الفاتح، والعملات الأرتوكلية، فضلاً عن العملات السلجوقية والعملات المصورة.
وأوضح أن المتحف يضم أيضاً نسخاً لجميع العملات التي قام دار صك العملات "ضربخانة" بصكّها على مر التاريخ، مبيناً أنه وبموجب القانون يستوجب الاحتفاظ بنسختين من كل هذه العملات.
وحول تاريخ دار صك العملات، قال "تشوقور" إن تاريخ تأسيسه يعود إلى ما قبل 555 عاماً، مبيناً أنه بالرغم من ذلك فإن مصطلح "ضربخانة" له تاريخ يبلغ 900 عاماً.
ولفت الى أن الفترة بين عامي 1453 – 1467، يعد مرحلة تأسيس دار صك العملات، مبيناً أن الأخير شهد تغيير اسمه وطريقة عمله 3 مرات منذ تأسيسه وحتى الوقت الحاضر.
وتابع: الفترة التي بين عامي 1467 – 1687 من عمر "ضربخانة"، يسمى بـ "المرحلة التقليدية". وكان يطلق عليه اسم "ضربخانة العامرة."
وتُسمّى الفترة بين عامي 1687 – 1844 بـ "مرحلة الآلة"، حيث كان الاعتماد بالدرجة الأولى في صك النقود على الآلات، بحسب "تشوقور."
مسؤول قسم حفظ المقتنيات الثمينة في المتحف المذكور، أوضح أن الفترة بين عامي 1844 – 1922 تسمى بـ "المرحلة العصرية"، حيث قام فيها السلطان عبد المجيد بجلب الآلات البخارية من بريطانيا لصك النقود.
أما الفترة من عام 1922 وحتى يومنا الحالي، فتسمى بـ "دار الصكوك الوطني."
وعام 1984، صدر مرسوم يقضي بأن يكون دار الصكوك الوطني تابعة لوزارة الخزانة والمالية التركية.
وفي سياق آخر، قال "تشوقور" إن المتحف يضم قطعاً أثرية نادرة لا مثيل لها في مكان آخر حول العالم.
ومن القطع الأثرية النادرة، ورقة نقدية بقيمة 50 ألف ليرة تركية، طبعت عام 1916 وتعادل في قيمتها 360 كيلو غراما من الذهب.
وأشار "تشوقور" إلى أن المتحف يتكون من 3 أقسام، الأول تعرض فيها النقود والعملات، والثاني الأوسمة، والثالث الميداليات.
واختتم بالإشارة إلى إمكانية زيارة المتحف يومي الاثنين والأربعاء بين الساعة 08:30 و12:30 بعد الحصول على الإذن اللازم من المديرية العامة لصك النقود ومديرية الطوابع البريدية التابعة لوزارة الخزانة والمالية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!