مراد كلكيت أوغلو - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
أتحسبون أن الذي يقوم به جان دوندار هو نجاح صحفي أو حتى سبق صحفي ذات قيمة حقيقية؟ إن الذي قام به جان دوندار إنما يندرج ضمن ما يعرف بمعركة الوعي، فستحاصره لصور يُعرف بأنها وجدت قبل 1.5 سنة في هذه الأوقات إنما هو الدليل الساطع على أنها عملية للتأثير على وعي النّخبين.
أتحدث عن الخبر الذي تصدر في صحيفة جمهورييت والذي تحدث عن أحداث نقل السلاح عبر الشاحنات المحملة بالمساعدات للسوريين والتركمان الموجودين بسوريا. أما الهدف الحقيقي من استحضار هذه القضية التي تم أسر 26 شخص في إطارها، وتبادل العديد من الأطراف اتهامات التجسس وكثر الهرج والمرج فيها عن الإرهاب ودعم الإرهابيين، إنما لأغراض غير معلنة، ولأغراض مختلفة كليا عما يدّعون.
ظهرت العلاقة بين صحيفة جمهورييت والتنظيم الموازي بشكل بارز، كما ظهر التأثُر بالتنظيم الموازي في طيات الصحيفة مع الخبر ومحاولات توظيفه. أما تعبير الصحيفة عن الحدث فقد جاء ضمن سياق العمل على تجريد أردوغان من المصداقية، حيث كتبوا في عنوان كبير متسائلين "أهذه الأسلحة التي نفى أردوغان وجودها". إنهم يعملون جاهدين ليربطوا أردوغان بالإرهاب والمجموعات الإرهابية في سوريا، فقد اتهموه بانه يدعم الإرهاب ويروج له حينما قالوا "رئيس الجمهورية يساعد المجموعات الإرهابية!".
يطمع جان وصحيفته في أن تتم معاقبة أردوغان على ما يتهمونه به فهم يدللون على صدقهم بسكوته. وكما في أحداث الافتراء التي اتهموا الحكومة بها سابقا، هم متعودون عليها ولا يخجلون من أنفسهم، فسابقا كذبوا وأظهروا للجميع مدى بعدهم عن المهنية والاحترافية عندما ادعوا وجود تضييقات وضُغوطات عليهم من الحكومة بقولهم "لا يمكن تحمّل هذا التضييق على الصحافة الحرة".
وحذا حذو صحيفة جمهورييت بعض الصحف المقربة من التنظيم الإرهابي حزب العمل الكردستاني، حيث ساق الاتهامات مثل سابقتها فقال إن الحكومة في أنقرة تدعم المجموعات الإرهابية التي تقتل الأكراد بهدف التأثير على الكُتل الكردية وتوجيههم للتصويت لحزب الشعوب الديمقراطية. فكما فعل التنظيم الموازي بتوظيف الكذب وتزيين الخبر والتلفيق به من أجل خربشة الوضع، قام حزب العمل الكردستاني باستغلاله من أجل تحريض الأكراد.
أما حقيقة سفر جان إلى لندن فلها الكثير من الاحتمالات، فقد يكون ذهب إلى هناك ليتبادل المعلومات مع التنظيم الموازي الذي يوجد له مجموعات هنالك. وقد يكون السبب هو تبادل المعلومات مع الصحف الإنجليزية التي تجمع بينهم علاقات عميقة في حرب أردوغان وحزبه، فقد تكون العملية هي تبادل معلومات أو تحضير تقرير أو غيرها ولكن المؤكد أنها في نفس السياق. وأعتقد أن من اليوم وحتى يوم الانتخابات المقرر في 7 حزيران/ يونيو سنرى حقيقة ما يخبّئه لنا جان دوندار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس