مراد كلكيت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تعتبر الأزمة السورية من أكثر الكوارث البشرية التي حدثت في العالم منذ انقضاء الحرب العالمية الثانية. فخلال فترة الأربعة أعوام المنصرمة كانت الولايات المتحدة الأميركية تكتفي بالتّنديد وتطالب شفهيّاً بوجوب رحيل رأس النّظام السوري المتمثّل بشخص بشار الأسد. إلّا أنّنا نلاحظ في الفترة الأخيرة بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية قد غيّرت من لهجتها تجاه الأزمة السورية.
فبعد تصريحات مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأمريكية الّليّنة تجاه الأسد، نجد الآنّ أنّ وزير خارجية الولايات المتحدة السيد "جون كيري" قد غيّر من أسلوبه تجاه النّظام السوري ورأسه بشار الأسد. فقد أعلن رئيس أجهزة الاستخبارات الأمريكية السيد "برينان" أعلن مُسبقاً أنّ الإدارة الأمريكية لم ترغب في الإطاحة بنظام الأسد، كي لا يستطيع تنظيم الدّولة الإسلامية (داعش) من الامتداد أكثر على مساحات جديدة داخل الأراضي السورية. والآن نجد أنّ السيد كيري يقول بأنّ على المجتمع الدّولي التّفاوض مع الأسد لإنهاء الأزمة السورية.
الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تستمرّ في ارتكاب الأخطاء فيما يخصّ استراتيجيتها تجاه القضية السورية. فمنذ أربعة أعوام وهي تتجاهل المقترحات والتوصيات التركية في هذا الخصوص. والآن نجد أنّ الإدارة الأمريكية ترتكب نفس الأخطاء الاستراتيجية.
فبدل أن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على النّظام السوري الذي كان سبباً وراء نشوء منظّماتٍ إرهابية في هذا البلد مثل تنظيم داعش وغيرها، نجد أنّ الإدارة الأمريكية تلجأ إلى أسلوب التّحاور مع هذا النّظام.
الأمر لا يحتاج إلى تحليلات وتفسيرات معقّدة، فالمجازر التي ارتكبها النّظام الأسدي لا يختلف عن مجازر تنظيم داعش. والأرقام الواردة من الدّاخل السوري بهذا الخصوص خير دليل على ذلك.
والآن أودّ أن أعرض لائحة المجازر الأسدية خلال الأربعة أعوامٍ المنصرمة والتي تدل بشكل واضح على ارتكاب الولايات المتحدة الأمريكية للعديد من الأخطاء الاستراتيجية في سوريا.
ممارسات النّظام السوري خلال أربعة أعوام:
- مقتل مايزيد على الثلاثمئة شخص.
- مقتل ثمانية عشر ألف طفل.
- مقتل أحد عشر ألف شخص نتيجة التّعذيب في السّجون الأسدية.
- أكثر من ثمانين ألف مفقود.
- استخدام مئة وثلاثة مرّات للغاز الكيميائي ضدّ المدنيّين العزّل.
- حدوث العديد من حالات الاغتصاب أثناء عمليّات التّحقيق في الأفرع الأمنية.
هذا ما فعله النّظام الأسدي بشعبه، أمّا لو نظرنا إلى ممارسات تنظيم داعش في المناطق الخاضعة لسيطرته، فإنّه يمكننا أن نلخّص ذلك كمايلي:
- قتل أكثر من ثلاثة آلاف ومئة وخمسين شخص بين عسكري ومدني في مدينة الموصل.
- نزوح أكثر من خمسمئة الف شخص من منزله وفقدان الألاف في الموصل أيضاً.
- قتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في منطقة "شنغال" العراقية، ووفاة ما يزيد على ثلاثمئة شخص بين طفلٍ ومسن في جبل سنجار العراقية.
- نزوح أكثر من ثلاثمئة الف شخص عراقي إلى الجبال وتركيا هرباً من ممارسات عناصر تنظيم داعش.
- اختطاف ما يزيد على 5 آلاف طفل وإمرأة يزيدية.
- قتل 426 شخص في بلدة كوباني السورية ونزوح الألاف من المواطنين إلى الاراضي التركية.
- قتل ما يزيد على الألف من عناصر البشمركة التّابعة لقيادة إقليم كردستان العراق.
- تنفيذ جريمة الذّبح بحق العديد من الصّحفيّين الأجانب والمتطوّعين في مجال الإغاثة والمساعدات الانسانية.
نعم عندما ننظر إلى ممارسات النّظام الأسدي وتنظيم داعش، فإنّنا لا نجد فرقاً في وحشيتهما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس