ترك برس
كشف السفير الفلسطيني لدى أنقرة، فائد مصطفى، أن وفدا تركيا برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، يعتزم خلال زيارته المُقررة لمدينة رام الله، توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، ثنائية.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها وكالة الأناضول، مع الدبلوماسي الفلسطيني، تطرق خلالها لتفاصيل زيارة الوفد التركي إلى رام الله، في 24 مايو/ أيار الجاري.
وأعرب مصطفى، عن تطلعات رام الله إلى "تطوير العلاقات الثنائية مع أنقرة، باعتبارها داعما سياسيا كبيرا وشريكا تجاريا هاما لفلسطين".
وتعد الزيارة المرتقبة للوفد التركي رفيع المستوى إلى فلسطين، هي الأولى من نوعها، منذ عدة سنوات.
** لجنة مشتركة
قال المسؤول الفلسطيني، إن هذه الزيارة، تأتي في إطار ترتيبات اللجنة الحكومية المشتركة بين فلسطين وتركيا، التي تم تأسيسها عام 2017، لتعزيز العلاقة الاستراتيجية بينهما.
وأفاد بأن اللجنة يرأسها من الجانب التركي، تشاووش أوغلو، ومن الجانب الفلسطيني نظيره رياض المالكي.
وأضاف أن "هذه الزيارة تهدف لعقد الدورة الثانية لاجتماعات اللجنة المشتركة، والتي سبق وأن تسببت جائحة كورونا بتأجيلها، إذ تم عقد الدورة الأولى لهذه الاجتماعات عام 2018".
** برنامج الزيارة
من المقرر أن يشارك وزير الخارجية التركي بأعمال الدورة الثانية من اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة، المزمع عقدها الثلاثاء المقبل، وفق مصطفى.
وأردف: "سيتم بحث كل أوجه العلاقات التركية الفلسطينية، والجهود المشتركة لتعزيزها وتطويرها، خلال الاجتماع".
وأوضح أن الحكومة الفلسطينية عملت، خلال الأشهر الماضية، على إعداد "9 مذكرات تفاهم، واتفاقيات"، لتوقيعها، على هامش الاجتماع.
كما سيختتم تشاووش أوغلو، وفق السفير الفلسطيني، زيارته "بلقاء الرئيس محمود عباس".
وأضاف: "الرئيس الفلسطيني يحرص على أن يلتقي وزير الخارجية التركي، نظرا للعلاقة الخاصة التي تربط تركيا وفلسطين".
** تداعيات الزيارة
يعتقد مصطفى، أن زيارة الوفد التركي، التي وصفها بـ"المهمة جدا"، تحمل مضامين متعددة على صعيد العلاقة الثنائية بين تركيا وفلسطين.
وعن الرسائل السياسية، أفاد بأنها تتمثل بالتأكيد على موقف "تركيا الداعم لفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "المجال سيكون متاحا أمام وزير الخارجية التركي لزيارة فلسطين ليرى بأم عينيه، كم هي كبيرة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة الاحتلال".
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ذكر مصطفى، أن "زيارة بهذا المستوى الرفيع من الحضور، نعتقد أنها ستُقدم دفعة كبيرة على صعيد هذه العلاقة وتعزيزها في كافة المجالات".
وذكر أن فلسطين تعوّل على نتائج زيارة الوفد التركي، لافتا إلى أن رام الله، لم تشهد منذ زمن طويل "زيارة بهذا المستوى الرفيع، من الجانب التركي".
واستكمل قائلا: "صحيح أن من فلسطين لتركيا، كان هناك العديد من الوفود والزيارات على أعلى مستوى، لكن من تركيا لفلسطين لم يكن هناك الكثير مثل هذه الزيارات".
** العلاقات الثنائية
اعتبر السفير الفلسطيني، أن علاقة السلطة الفلسطينية مع تركيا تمر بـ"أفضل مراحلها، إذ شهدت السنوات الأخيرة تطورا كبيرا".
وأشاد بدور تركيا السياسي إزاء القضية الفلسطينية، قائلا: "تركيا ليست مجرد داعم سياسي كبير ومهم بالنسبة لنا، بل شريك في كل معاركنا السياسية في الساحة الدولية".
وذكر أن العلاقات التي تربط فلسطين وتركيا في عدة مجالات، تتطور هي الأُخرى بشكل كبير.
وعدّ تركيا "الشريك التجاري الأهم لفلسطين"، مشيرا إلى وجود "علاقات تجارية اقتصادية استثمارية بينهما تعود على اقتصاديهما بالفائدة والنفع".
كما لفت إلى وجود "تعاون بين المؤسسات الحكومية الفلسطينية، وتركيا، في كافة المجالات، كالصحة والتعليم والثقافة والتاريخ والوثائق العثمانية القديمة".
واستطرد قائلا: "في كافة المجالات، هناك تعاون كبير وقوي، ونحن طموحون للمزيد من التطوير في هذه العلاقة".
وعن الخطوات التي اتخذتها تركيا لتحسين علاقتها مع إسرائيل، استبعد مصطفى، أن تعود بأثر سلبي على الفلسطينيين، وذلك "لموقف القيادة والشعب التركي الثابت من القضية".
وأضاف في هذا الصدد: "بالنسبة لنا، نحترم خيارات تركيا، وسيادة تركيا، ونرى أن هذا الشأن سيادي".
وبيّن أن قرار علاقات تركيا الخارجية، "يرجع إلى أنقرة، فهي التي تحدد من هي الجهات التي تُقيم معها علاقات، ومن الجهات التي تُحجم علاقاتها معها".
وتابع: "الفلسطينيون واثقون بوقوف القيادة التركية إلى جانبهم، بموقف صادق وثابت".
وأوضح أن تلك الثقة تأتي "انعكاسا لموقف الشعب التركي الذي يعتبر قضية فلسطين، أولوية بالنسبة له".
وزاد: "لذا نحن مطمئنون، وواثقون أن موقف القيادة والأحزاب والشعب والرأي العام في تركيا، سيبقى داعما لفلسطين، وأن بوصلته تتجه نحو القدس وما يجري في (المسجد) الأقصى".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!