ترك برس
أدلت روسيا وأوكرانيا بأولى تعليقاتهما إزاء توقيع اتفاق في إسطنبول، الجمعة، يسمح بتصدير الحبوب برعاية الأمم المتحدة ووساطة تركية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رحب بتوقيع روسيا والأمم المتحدة على مذكرة التعاون والمساعدة في مسألة توريد المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية للأسواق العالمية.
وقال في تصريحات صحفية إن التوقيع على هذه المذكرة يدل على الطبيعة المصطنعة لمحاولات تحميل روسيا مسؤولية أزمة الغذاء، وفق تعبيره.
وأوضح لافروف أن اتفاق إسطنبول يضمن رفع العقوبات الغربية عن السلع الغذائية والأسمدة الروسية ويسمح بتوريدها إلى الأسواق العالمية.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن كييف تثق بالأمم المتحدة، وليس بروسيا، لتنفيذ اتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود.
وقال كوليبا -في مؤتمر صحفي- "لدينا ثقة بالأمم المتحدة كقوة محركة لهذا الاتفاق، وكمؤسسة، وبالأمين العام لتطبيق هذا الاتفاق."
وحذّر كوليبا من انتهاك روسيا للاتفاق "كما سبق أن فعلت في اتفاقات أخرى عدة".
وجرت مراسم توقيع الاتفاق في قصر دولمة بهجة التاريخي بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.
وتجنب الوزيران الروسي والأوكراني الجلوس على طاولة واحدة أو التصافح خلال مراسم التوقيع على الاتفاق.
ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.
وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.
ويعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن إنشاء المركز سيستغرق 3 إلى 4 أسابيع، وهذا يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق قبل النصف الثاني من أغسطس/آب المقبل.
ولا تريد أوكرانيا أن تتحقق روسيا من عدم وجود شحنات أسلحة على متن سفنها لدى عودتها إلى مرافئها.
وعوضا عن ذلك ستشرف الأطراف الأربعة على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وسيكون ذلك على الأرجح في إسطنبول.
ولم يعرف بعد على وجه التحديد من سيُسمح له بالصعود على متن السفن الأوكرانية.
وفي سياق متصل، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة فتح ممرين إنسانيين لحركة السفن باتجاه البحر الأسود وبحر آزوف ودونيتسك جنوب وشرق أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان إن الممر الإنساني في البحر الأسود سيسمح للسفن بالعبور يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى السابعة مساء بتوقيت موسكو لمغادرة موانئ خيرسون وميكولايف وتشورنومورسك وأوشاكوف وأوديسا ويوجني في اتجاه الجنوب الغربي.
وأضافت الوزارة أن ممر بحر آزوف سيعمل على مدار الساعة، ويمكن للسفن الراسية في ميناء ماريوبول المغادرة عبره باتجاه البحر الأسود، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم".
وأسفرت الحرب في أوكرانيا عن تعطيل الإمدادات العالمية من الغذاء والوقود والأسمدة، وأدى ذلك إلى تفاقم الوضع المأساوي لملايين الأشخاص في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وتعقيد عمل وكالات الإغاثة التي تكافح من أجل مساعدتهم.
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.
ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".
ووصل مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لأسعار الغذاء -الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية- إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في فبراير/شباط الماضي، وقفز إلى مستوى قياسي جديد في مارس/آذار الماضي، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يعود هذا الارتفاع في المؤشر إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على سلاسل التوريد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!