ترك برس - الأناضول
تساهم القاعدة العسكرية التركية في مقديشو، بدور كبير في تدريب وإعادة تأهيل عناصر القوات المسلحة الصومالية، وسدّ احتياجاتها من العناصر العسكرية النوعية.
العلاقات التركية الصومالية شهدت تناميًا ملحوظًا منذ إبرام اتفاقية إطار التعاون التدريبي، التقنيّ والعلمي في المجال العسكري عام 2010، وزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى هذا البلد الإفريقي، عندما كان رئيسًا للوزراء في أغسطس/آب 2011.
السنوات التالية شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات، وبروتوكولات التعاون وقرارات مجلس الوزراء لدى البلدين، إلى أن تكللت هذه الخطوات عام 2017 بافتتاح مركز عسكري تركي لتدريب الجيش الصومالي داخل القاعدة العسكرية التركية في العاصمة مقديشو.
* مركز التدريب التركي الصومالي
وفي سبتمبر/أيلول 2017، جرى افتتاح مركز التدريب التركي الصومالي بمراسم رسمية، شارك فيها رئيس هيئة الأركان التركية آنذاك (وزير الدفاع حاليًا)، خلوصي آكار.
مركز التدريب الواقع على ساحل المحيط الهندي، يقدّم خدمات التأهيل والتحسين والدعم والمساعدة للجيش الصومالي في مجالات عدة.
وفي حديثه لـ "الأناضول"، قال "هاكان دينجر"، قائد "قيادة فرقة العمل الصومالية-التركية" في مقديشو، إن "القوات المسلحة التركية تقف دومًا بجانب الجيش الصومالي الصديق والشقيق".
وأضاف: "نقدّم خدمات التأهيل والتحسين والدعم والمساعدة للجيش الصومالي في مجالات: التدريب، والتنظيم، والبنية التحتية العسكرية والأنظمة اللوجستية.
كما يقدّم المركز الاستشارات لوزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان وقيادة القوات البرية، والبحرية والجوية في الصومال، بهدف دعم جهود إعادة تأهيل القوات المسلحة في الصومال.
ويضمّ مركز التدريب العسكري التركي-الصومالي في بنيته، قيادة المدرسة العسكرية التي تقدّم بدورها إسهاماً كبيرًا في سدّ احتياجات الصومال من الضباط وصفّ الضباط.
* دورات في الصومال
بإمكان الصوماليين ممن يكملون تعليمهم الثانوي، الالتحاق بالمدرسة العسكرية، وذلك بشرط اجتيازهم اختبارات متعلقة بالصحة، والقوة البدنية، فضلاً عن الاختبارات الكتابية والشفهية.
وعقب التحاق الطلاب الصوماليين بالمدرسة العسكرية، يخضعون لدورة تعلّم اللغة التركية لقرابة 6 أشهر، تليها دورة تدريبية تمتدّ عامين بالنسبة للضباط، وعامًا واحدًا بالنسبة لصفّ الضباط.
وتتخلل الدوراتِ التدريبية دروسٌ في الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والحاسوب، والتاريخ العسكريّ، والجغرافيا العسكرية، وإدارة العمليات، والاستخبارات، إلى جانب دورات عملية في القنص، والرمي، والقتال.
وفي نهاية العام، يخضع طلاب المدرسة العسكرية لمعسكرٍ تخييمي ضمن وحدات الجيش الصوماليّ، في خطوة تهدف لاستكمال تدريباتهم على أرض الواقع، قبل أن يتمّ ترفيعهم في نهاية الدورة التدريبية.
ويقدّم الدروس المذكورة في المدرسة العسكرية، عسكريون أتراك أو صوماليون يجيدون التحدث باللغة التركية.
وعقب استكمال الدورة التدريبية في المدرسة العسكرية، يلتحق بعض الخرّيجين العسكريين في صفوف القوات الجوية والبحرية لدى الجيش الصوماليّ، الأمر الذي يستوجب انخراطهم قبل ذلك في دورات تدريب إضافية خاصةٍ بهذين المجالين.
* دورات في تركيا
وفي المرحلة التالية، ينتقل خرّيجو المدرسة العسكرية إلى تركيا للخضوع لدوراتٍ متقدّمة، بموجب اتفاق مبرم بين أنقرة ومقديشو.
وفي تركيا، يخضع العسكريون الصوماليون لدورات تدريبية داخل الثكنات العسكرية، في مجالات صيانة وتصليح الأسلحة، والمعدّات والمركبات العسكرية.
وفي خطوة لتعزيز مهاراتهم المتعلقة باللغة التركية، يقوم العسكريون الصوماليون بممارسة ألعاب الشطرنج وأخرى خاصة بالكلمات والأحرف، إلى جانب انخراطهم بفعاليات اجتماعية ترفيهية.
وكان مركز التدريب العسكري التركي الصومالي، قد خرّج الدفعة الأولى من الطلاب العسكريين، عام 2018.
وعقب تخرّجهم من مركز التدريب العسكري في مقديشو، ينتقل العسكريون الصوماليون إلى ولاية إسبارطة التركية، للانخراط في دورة تدريب الكوماندوز التي تمتد لـ 10 أسابيع.
ويتم تكريم الناجحين بدورة التدريب العسكرية في إسبارطة، بوسام الكوماندوز، ومن ثم ضمّهم إلى صفوف الجيش الوطنيّ الصومالي، فيما يتمّ تأمين احتياجاتهم من الأسلحة والمعدات العسكرية من قبل تركيا.
وعقب انخراطهم في صفوف الجيش الوطنيّ الصومالي، ينضمّ هؤلاء العسكريون في كتيبة "النسور"، التي تلعب دورًا كبيرًا في توفير الأمن بالبلاد.
وتستمر مهمة الجيش التركي إلى ما بعد تخريج العسكريين الصوماليين، حيث تراقب أنشطتهم وكيفية ممارستهم لمهامّهم على أرض الواقع، إلى جانب تقديم دوراتٍ إضافية لها في حال تطلب الأمر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!