أفوك ألوتاش - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
في احداث كوباني قبل أشهر كانت تركيا أكثر المتأثرين والمؤثرين، فقد تأثرت من الحروب الشرسة التي اندلعت بين التحالف العالمي بقيادة أمريكا مع الأكراد من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى. كانت تركيا وسط الاحداث بمثابة المهندس لها، وقد انقسمت الساحة السياسية التركية كلٌ حسب أفكاره وسياساته، وكانت المعارك سببا كبيرا في زيادة الاستقطاب السياسي على طول البلاد وعرضها.
لم تكن تمثل كوباني أي أهمية لتنظيم الدولة الإسلامية، لكن رغم هذا قدم فيها معارك شرسة، في المقابل لم تكن المدينة الصغيرة والمجهولة مهمة لأمريكا، لكن واشنطن وعلى رأس التحالف العالمي قادت فيها حرب ومعارك شرسة. لقد كانت المعارك بين تنظيمين إرهابيين من طرف تنظيم الدولة الإسلامية ومن الطرف الآخر كان حزب العمل الكردستاني الإرهابي، وقد أعطت هذه الحرب صبغة الشرعية لحزب العمل الكردستاني وذراعه السوري باسم وحدات حماية الشعب الكردي، فقد تسابقت أمريكا مع الدول الغربية في تلميع اسم هذه الأحزاب الإرهابية وأمدتهم بكل أنواع السلاح والدعم المالي واللوجستي وكانت تنظم لهم الغطاء الجوي الدائم.
ان المستفيد الوحيد من هذه الحرب هم الأكراد بالحزب الإرهابي وبشقه السياسي الذي ذهب يهذي ويكذب بأوهام وافتراءات تدعي بأن الحكومة التركية تدعم تنظيم الدولة الإسلامية، كل هذا الكذب كان من اجل استقطاب الشعب التركي ودفعه للتصويت لغلّته وسلته التصويتية، لقد مارس حزب الشعوب الديمقراطية كل أنواع التضليل والكذب في استغلال هذه الحرب من اجل محاولة جذب أكبر كمية من المصوتين لتجاوز العتبة الانتخابية، وقد نجح في ذلك. المنتصر الوحيد من افتعال تنظيم الدولة الإسلامية لمعركة كوباني هم الأكراد، وهم الآن مدينون بنجاحتهم للتنظيم الإرهابي.
يُعتبر تنظيم الدولة الإسلامية النقيض التام لما تمثله تركيا والحكومة التركية، فرغم كل المعارك الإعلامية لإظهار التنظيم بأنهم خوارج، أرى انه لا داعي لها انما كان علينا التركيز على نقاط ضعف أفضل كان من الممكن استغلالها، ثم نرى ان التنظيم يعود بعد كل هزيمة بفلم هوليودي جديد يحاول قلب الزخم لنفسه. ويستمر التنظيم مع الوقت ليثبت بأنه النقيض التام لتركيا، فنراه أكثر من أضر بالمعارضة السورية التي تدعمها تركيا، ونراه يساعد تنظيم الأسد الذي تعاديه تركيا، ونراه يُقدم الهدايا المجانية للتنظيم الإرهابي حزب العمل الكردستاني وذراعه السوري وكذلك الممثل السياسي له بحزب الشعوب الديمقراطية.
الآن يأتي الدور على مدينة تل ابيض في الحدود الجنوبية مع سوريا، فبعد أربع سنوات من الهدوء نرى كل هذا القصف الغير مبرر لدفع السكان للهجرة واجلاء المدينة، والغريب بالموضوع هي الأصوات التي تعودنا ان نسمع رفضها لدخول السورين الى تركيا نراهم اليوم يطالبون بإغاثة اللاجئين وإدخالهم، لقد حيرتمونا معكم، ما للذي تريدونه؟ أتريدون ان يتم ادخال السورين؟ ام العرب فقط؟ ام التركمان؟ ام الأكراد؟ هل نفتح الحدود ونستضيف كل من ضاقت به الأرض؟ ثم تراهم يتابعون حملتهم فينشرون صور لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود مقابل الجنود الأتراك ويحرّفونها بتعليقات ساخرة ومحرضة مثل "جنودنا لا ينفعون لشيء"، أتريدون منا ان نرسل جنودنا الى سوريا؟ ثم تراهم يتغافلون عن كل جرائم التطهير العرقي التي تمارسه عصابات الأكراد الإرهابية بحق العرب والتركمان بشبهة وحجة وجود تنظيم الدولة الإسلامية، أتريدون منا ان نساعدهم في التطهير العرقي وان نطرد العرب والتركمان من قُراهم؟
جوابي انا على هذا: اتركوا الحدود مفتوحة للمدنيين، ولا ترسلوا العساكر، ولا تفرغوا القرى من أهلها الأصليين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس