ترك برس
كشفت ألمانيا على لسان مستشارها أولاف شولتز، عن أول موقف رسمي لها إزاء تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إحياء مساعي انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.
وفي تصريحات له خلال مؤتمر صحفي ببرلين، قال المستشار الألماني إنه لا علاقة لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بمسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بعدما ربط أردوغان بين هاتين المسألتين.
وقال شولتز: "يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين"، مؤكدا أنه "لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي"، متمنيا انضمام ستوكهولم إلى الناتو في وقت قريب.
وأضاف أنه تلقى رسالة إيجابية من تصريحات أردوغان حول عضوية السويد في حلف الناتو.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقده بمطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، أمس الاثنين، طالب أردوغان الدول الغربية ولا سيما الأعضاء في "ناتو"، بحسم عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، بعد أن ظلّت تنظر ذلك لعقود.
واشترط أردوغان حسم عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي، مقابل تمهيد بلاده الطريق لانضمام السويد إلى "ناتو".
وقال أردوغان إن إحراز أي تقدّم في قبول عضوية السويد لدى حلف شمال الأطلسي، مرتبط بتنفيذ بنود الاتفاق الثلاثي الذي أبرم في العاصمة الإسبانية مدريد، العام الماضي.
ومساء الاثنين، أعلنت تركيا موافقتها على عملية بدء انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" مقابل حصولها على تعهدات بتسريع عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها، أمس الاثنين، عقب اجتماع ثلاثي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن تركيا وافقت على إحالة طلب السويد الانضمام للحلف إلى البرلمان التركي، في حين نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤول تركي قوله إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وافقوا على تسريع مفاوضات عضوية أنقرة.
وأوضح ستولتنبرغ أن الرئيس أردوغان وافق على إحالة بروتوكول انضمام السويد إلى مجلس الأمة التركي في أقرب وقت ممكن والعمل عن كثب مع المجلس لضمان التصديق، وذلك بعد لقاء جمعهما بـ كريسترسون لمناقشة انضمام السويد إلى الحلف، قبيل قمة للناتو اليوم الثلاثاء،.
وأضاف ستولتنبرغ أن إتمام مسعى انضمام السويد يعد "خطوة تاريخية"، وأن تعاون السويد مع تركيا في مكافحة الإرهاب سيستمر حتى بعد انضمامها للحلف.
من جهة أخرى، نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤول تركي قوله إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي وافقوا على تسريع مفاوضات عضوية أنقرة في التكتل الأوروبي، وإن المفاوضات تشمل انضمام تركيا للاتحاد الجمركي والسماح لمواطنيها بالسفر دون تأشيرة.
وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق اليوم إن الولايات المتحدة تدعم تطلعات تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في حين قالت ألمانيا إنه لا علاقة بين موضوع انضمام تركيا وموضوع انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي الذي تبدي أنقرة تحفظات عليه حتى الآن.
وأوضح البيت الأبيض أن واشنطن كانت دوما ولا تزال تدعم انضمام أنقرة للاتحاد غير أن هذه القضية هي بين تركيا وأعضاء التكتل.
وتحظى تركيا بوضع مرشح رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005، وهي تطمح إلى العضوية منذ فترة طويلة قبل ذلك، لكن المحادثات متوقفة منذ أعوام.
لكن تصريحات أمس الاثنين تشير إلى إمكان مضي أنقرة وبروكسل قدما في تعزيز التجارة وتحديث اتفاقياتهما الجمركية وتخفيف القيود المفروضة على منح التأشيرات بسبب توقف مفاوضات الانضمام.
وقدمت تركيا ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية (سلف الاتحاد الأوروبي) عام 1987، ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999، وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية بشأن ما تعدّه انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!