ترك برس
تناول مقال للكاتب إيغور سوبوتين، في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أسباب إصرار تركيا على البقاء في قلب دبلوماسية الحبوب.
وأشار الكاتب إلى أن الإدارة الأمريكية دعمت جهود تركيا لاستئناف صفقة الحبوب، التي تم إنهاؤها في 17 يوليو.
وفي تعليقها على إمكانية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، قومت وزارة الخارجية الأمريكية بشكل إيجابي دور أنقرة في "الضغط" على موسكو بشأن مبادرة البحر الأسود.
ومؤخرا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعمل على استعادة الاتفاقية بل وتوسيعها.
وفي الصدد، قال الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، غريغوري لوكيانوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "لتركيا مصلحة على المستوى السياسي، والأهم من ذلك، الاقتصادي والأمني، في تنفيذ صفقة الحبوب". حسبما نقلت وكالة "RT".
وأضاف لوكيانوف أن صفقة الحبوب جعلت من الممكن إقامة نظام أمني معين في البحر الأسود وفي منطقة المضائق، "كما قدمت ضمانات معينة لتركيا. أنقرة تريد الحفاظ على دخلها ومكانتها الحصرية في السوق وضمانات أمنية، وكذلك أدوات التأثير في المؤسسات الدولية والدول الفردية من خلال موارد صفقة الحبوب.
لذلك، فإن تركيا مستعدة لتحمل مخاطر معينة، بل ومستعدة للّعب بنشاط في هذا المجال من أجل استعادة الصفقة أو إبرام صفقة جديدة، يكون دور أنقرة فيها رياديًا ومفيدًا".
ووفقًا لضيف الصحيفة، لا توجد دولة مهتمة أكثر من تركيا بدور الوسيط، من ناحية، ولديها، من ناحية أخرى، الموارد والاستعداد لإنفاقها على الترويج للصفقة.
وبحسبه، "المملكة العربية السعودية، مع كل بوادر الاهتمام بالنزاع الروسي الأوكراني، والإسهام في عملية التفاوض، لم تطرح على نفسها هذه المهمة".
ومع ذلك، فهذا لا يعني أن السعودية، تلبية لمصالحها، أو الإمارات العربية المتحدة، لن تتمكنا من تقديم مساعدة في استعادة صفقة الحبوب من أجل دفع عملية التفاوض.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصدر تركي مطلع على المفاوضات حول صفقة الحبوب أن أنقرة تلقت ضمانات شفهية من الغرب بشأن تصدير منتجات روسية، لكن هذه الضمانات الشفهية غير كافية لاستئناف عمل الصفقة.
وقال المصدر، إن "المفاوضات جارية مع دول غربية (حول صفقة الحبوب) وقد أشار الرئيس التركي في تصريحاته الأخيرة إلى أهمية الخطوات البناءة من الغرب لاستئناف عمل "مبادرة حبوب البحر الأسود" (صفقة الحبوب). خلال المفاوضات (مع الغرب) تلقينا ضمانات شفهية، لكن التجربة العملية أظهرت أن هذا غير كاف، وخاصة عندما يتعلق الأمر باستئناف تشغيل المبادرة وجعلها تعمل بشكل مستقر".
كذلك لفت إلى أن الأمم المتحدة تواصل أيضا المفاوضات مع الغرب بشأن تصدير المنتجات الروسية في إطار صفقة الحبوب، وقال: "يجري عمل مكثف تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومن الممكن في المستقبل القريب أن يتم تقديم مقترحات جديدة إلى الجانب الروسي (لاستئناف الصفقة)، لكن على أية حال فإن عملية التفاوض مستمرة ولا تتوقف".
وانتهت صفقة الحبوب في 17 يوليو الماضي، حيث أشارت روسيا التي مددت عدة مرات الاتفاق على ممر البحر الأسود للسفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية في يوليو 2022، إلى أن الجزء المتعلق بها من الصفقة (إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية) لم ينفذ.
ولفتت موسكو الانتباه إلى حقيقة أنه على الرغم من أن الاتفاقات كانت تهدف إلى إرسال الغذاء إلى أفقر البلدان، فإن الجزء الأكبر من الحبوب الأوكرانية ذهب إلى البلدان المتقدمة في الغرب.
وأشار السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، إلى أن روسيا مستعدة للعودة إلى الصفقة لكن فقط عند تنفيذ الجزء المتعلق بموسكو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!