ترك برس
نشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، سلسلة تغريدات باللغة العربية حول التطورات في فلسطين، متسائلاً في سياق حديثه عن الهجمات على قطاع غزة: أين حقوق الإنسان؟!
أردوغان وفي مستهل تغريداته باللغة العربية، قال إنه "من الواضح أن المشكلة في المنطقة لن تحل من خلال المضايقات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وتجاهل سلامة أرواحه وممتلكاته ومصادرة منازله وأراضيه وتخريب البنية التحتية له وعرقلة تنميته".
وأضاف: "إن مقاربة من هذا النوع لن تؤدي إلّا إلى تصعيد الصراعات الناجمة عن الاضطرابات المتفاقمة، واستمرار إراقة المزيد من الدماء من الطرفين، وفي نهاية المطاف ستنتهي دائما مساعي البحث عن السلام بخيبة أمل".
وأردف: كما هو واضح للعيان في الأحداث الأخيرة، أن المقاربة التي تتبعها إسرائيل والتي تتجاهل بشكل تام الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، تهدد أمن شعبها أيضا. نحن ضد جميع الممارسات التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون غير الشرعيين على الشعب الفلسطيني من ضغوطات وظلم وإعدامات بدون مقاضاة وتهديد للأرواح والأموال، وعلى نحو مماثل نحن ضد الأعمال العشوائية تجاه المدنيين الإسرائيليين".
واعتبر أردوغان أن "تدمير قطاع غزة بالهجمات البرية والجوية غير المتكافئة وقصف المساجد وقتل الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين الأبرياء أمر غير مقبول على الإطلاق. وإذا حدثت مشاهد مماثلة جراء العمليات الجارية تجاه المدن الإسرائيلية، فنحن نعتبرها أيضا أمرا غير مقبول على الإطلاق".
وطالب "الإدارة الإسرائيلية بوقف قصفها للأراضي الفلسطينية لاسيما قطاع غزة، كما نطالب الفلسطينيين بوقف تحرشاتهم ضد التجمعات السكنية المدنية في إسرائيل"، مبيناً أن "هذه الخطوة المعتدلة ستمهد الطريق أمام السلام".
الرئيس التركي أفاد بأن "اليوم ليس يوم الانفعال والاندفاع بل التحرك بمنطق الدولة وهدوء الأعصاب والامتثال للضمير الانساني"، مؤكداً أن تركيا جاهزة "لأي نوع من الوساطة بما في ذلك تبادل الأسرى، في حال طلبت الأطراف منا ذلك. كما أننا نقوم بالاستعدادات اللازمة لتأمين المساعدات الإنسانية لأهالي غزة".
ولفت إلى إجرائه اليوم "اتصالات هاتفية إيجابية لدرجة كبيرة مع كل من الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس والرئيس الإسرائيلي السيد إسحاق هيرتسوغ. كما أجريت اتصالات هاتفية أيضا مع كل من أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء لبنان السيد ميقاتي وناقشت معهما السبل الكفيلة بوقف إراقة الدماء. وبمشيئة الله تعالى سنواصل اتصالاتنا الدبلوماسية ونعززها، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل إنهاء الاشتباكات وإرساء الهدوء في أسرع وقت ممكن".
وفي تغريدة ثانية له باللغة العربية أيضاً، قال أردوغان "يتعرض إخواننا في غزة إلى قصف عنيف منذ يومين. إن صب الزيت على النار، وخاصة استهداف المدنيين والتجمعات المدنية، لا يصب في مصلحة أحد".
وشدد على أن تركيا ستبذل "قصارى جهدها من أجل وقف الاشتباكات وتخفيف التوتر في أسرع وقت ممكن. نحن نواصل جهودنا للتخفيف من المأساة التي يعيشها سكان غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة".
ودعا إلى ضرورة "إقامة دولة فلسطين المستقلة والمتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع: "للأسف، كل يوم نتأخر فيه في هذا الصدد، فإن منطقتنا لن تتمكن من الخلاص من دوامة الصراع والدماء والدموع".
واختتم بالتأكيد على مواصلته "الاتصالات وسنوسع نطاقها بما في ذلك دول الخليج. ندعو كافة الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى تحمل مسؤولياتها من أجل إرساء السلام، في إطار شعار "لا خاسر من سلام عادل".
وفي تغريدته الثالثة والأخيرة قال أردوغان: لا يتم إمداد غزة بالمياه ولا يوجد كهرباء ليس هناك إمدادات. ما هو وضع المستشفيات؟ هل تعمل؟ لا نعرف".
وأضاف أنه "من المؤسف أن أماكن العبادة والمستشفيات والمدارس تتعرض جميعها للقصف بلا رحمة، والعالم صامت خلال حدوث ذلك. لا أحد يقول شيئا".
واختتم أردوغان تغريدته بالتساؤل: "فأين حقوق الإنسان؟"
والسبت أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مئات القتلى وآلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!