ترك برس
يتميز جامع "مهرماه سلطان" الواقع على الشق الأوروبي من إسطنبول بأنه ثاني مسجد بنته السلطانة مهرماه بيدي المهندس المعماري سنان، وقد شيدت قبابه دون دعامات.
ورغم الأضرار التي لحقت بالمسجد فإنه صمد أمام الزلازل الكثيرة التي ضربت إسطنبول. وقد كان لمهرماه ابنة السلطان سليمان القانوني دور هام خلال حكم والدها، واستطاعت تطوير علوم الطب ودعم الشعب، بحسب تقرير لـ "الجزيرة".
وقال المهندس أراس نفطجي من كلية الهندسة المعمارية بجامعة إسطنبول التقنية، إن المساجد في العهد العثماني كانت تُبنى لأصحاب النفوذ من السلاطين وأقاربهم المقربين.
وشيدت ابنة السلطان في ذلك العهد مسجدين أحدهما على تلة تطل على أسوار القسطنطينية والآخر على مرمى حجر من ساحل منطقة أسكودار في الجانب الآسيوي، وقد أشرف عليهما معمار سنان سنة 1570 ميلادية.
يتميز الأول بكونه تحفة معمارية فريدة، إذ تستند قبّته المركزية إلى 4 أقواس كبيرة غير مدعومة بدعامات حجرية، وهو ما جعله يتأثر بكل زلزال يضرب إسطنبول، خصوصا أنه شُيّد على قطعة أرضية من التربة الرخوة تنتشر في المنطقة.
مسجد مرماه سلطان في أسكودار (الأناضول)
وأفاد أراس نفطجي أنه رغم التحديات القائمة في ذلك العهد، فإن معمار سنان أبدع في تشييد صرح معماري مميز. وأشار المتخصص إلى أن معمار سنان تدرج من عامل بناء بسيط إلى معماري أشرف على أبنية الدولة العثمانية، من أبواب فيينا حتى حدود البصرة ومن القرم والقوقاز إلى اليمن والصومال.
ولفت أراس نفطجي إلى أن معمار سنان على الرغم من ذلك ظل موظفا عاديا لدى الدولة العثمانية، ولم يحمل أي رتبة رسمية “بيك أو باشا” بل كان “آغا”، ولم تأت أي من الوثائق العثمانية على ذكره، وفق المتخصص.
وأشار المتحدث، إلى أن الرجل كان يضع تصورا يطبقه مهندسون آخرون وعاملون.
وفنّد المهندس الأساطير التي تقول إن الشمس تشرق على مسجد مهرماه سلطان في أسكودار يوم 21 مارس/آذار من كل سنة -وهو يوم ميلاد السلطانة- ويبزغ القمر على مسجد إدرنة كابي.
ومضى المهندس إلى أن ما يميز المسجد هو تراص الأحجار وترابطها وترابط الأقواس أيضا بدعامات حديدية؛ مما يجعلها لا تنهار في الزلازل وإن تضررت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!