ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "آهات المظلومين" لن تدع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشأنه، مخاطباً إياه بالقول أنت راحلٌ لا محالة!
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأحد، خلال فعالية شارك بها في مدينة إسطنبول، بحسب ما أورده موقع الرئاسة التركية.
وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا مثلما تقوم بحماية مواطنيها، فهي أيضا تدعم المضطهدين في منطقتها وجميع أنحاء العالم، بدءا من جيرانها.
وأضاف: لقد فتحنا أبوابنا أمام اليهود الذين هربوا من محاكم التفتيش قبل خمسة قرون، كما فتحنا أبوابنا فيما بعد للمسيحيين الذين فروا من الحروب الطائفية في أوروبا. لقد احتضنا مواطنينا الذين طردوا من ديارهم من البلقان والقوقاز.
وأردف: كما أمسكنا بيد المضطهدين "دون النظر لهوية المظلوم أو الظالم" وحاولنا أن نمنع الظلم.
وأكد أنه في الوقت الذي "نبدي فيه أقوى ردود فعل ضد المجازر التي ترتكب ضد سكان غزة اليوم، فإننا لا نتعامل مع القضية إلا من منظور إنساني. نحن نقول، يجب ألّا تموت الأطفال الذين هم مصدر البهجة في البيوت. نحن نقول، يجب ألّا تعانق الأمهات أجساد أطفالهن الباردة. نحن نقول، يجب ألّا تحترق أفئدة الآباء على من فقدوهم".
الرئيس التركي شدد على أن "كل الجهود التي يبذلها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، هي في سبيل ضمان وقف إطلاق النار وأن يسود مناخ السلام في المنطقة، من أجل منع المزيد من الدماء والدموع والدمار".
واستطرد: لقد أظهرنا بالأمس تضامننا مع الشعب الفلسطيني من خلال القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض. ومن خلال المقترحات التي قدمها بلدنا، اتخذنا قرارات مهمة بشأن العديد من القضايا، بدءا من متابعة جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل وصولا إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وغير منقطع إلى قطاع غزة. وسنتابع الأمر من أجل تنفيذ القرارات المتخذة.
ولفت إلى أن تركيا ستواصل مساعيها في هذه المرحلة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء المجازر في قطاع غزة، مستطرداً بالقول: "سنصرخ بالحق والحقيقة بقوة شديدة على كل منصة ومحفل، دون خشية من أحد ودون النظر لما يقوله أي أحد".
وأعلن أردوغان عن عقد اجتماع دولي حول غزة "تحت رعاية زوجتي، يوم الأربعاء في اسطنبول".
وأفاد بأنه سيكثّف اتصالاته في الأيام المقبلة "لدفع العالم الإسلامي وجميع البلدان ذات الضمير والرؤية للتحرك من أجل حل الأزمة".
وتابع: "وباعتبارنا بلدا لا يحمل في ماضيه أي وصمة عار بما في ذلك الاستعمار والإبادة الجماعية، فإننا ندرك مسؤولياتنا جيدا. نحن نحاول تحقيق ذلك بهدوء وخطوات حكيمة. لم نتخلّ في أي وقت من تاريخنا عن الأشخاص الذين وضعوا آمالهم في أمتنا. وبإذن الله تعالى لن نخيّب أمل المظلومين بعد ذلك أيضا. ولن ندير ظهورنا لكل من أدار عينيه وفؤاده نحو بلدنا".
الموقف التركي من التطورات في غزة
وقبل أكثر من أسبوع، قالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا استدعت سفيرها شاكر أوزكار تورونلار لدى إسرائيل، للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عليه.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!