ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه قد يزور مصر قريباً لإجراء مباحثات حول التطورات في قطاع غزة، مبيناً أن نقل المرضى من القطاع إلى بلاده سيتصدر جدول أعمال زيارته المحتملة إلى القاهرة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين، على متن الطائرة الرئاسية خلال عودته من الجزائر التي توجه إليها أمس الثلاثاء في زيارة رسمية هي الأولى إقليمياً له منذ اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة.
وأكد الرئيس أردوغان أنه لن يكون بالإمكان كسر الحصار عن قطاع غزة سوى عبر خطوات واستراتيجيات تضعها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، وليس دولة أو دولتان، على حد تعبيره.
ودعا العالم الإسلامي إلى كسر صمته أمام "الاحتلال"، مبيناً أن "سقوط غزة يعني إصابة وحدة العالم الإسلامي بجرح عميق".
وأردف: إرهـ.ـاب الدولة والاحتلال الذي تمارسه إسرائيل في غزة والمدن الفلسطينية الأخرى يشكل جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية، ولا يمكن البقاء دون رد فعل إزاء ذلك.
هذا وفي حال زار أردوغان القاهرة، فإن زيارته هذه ستكون الأولى له إلى البلد العربي منذ قرابة 10 أعوام.
وكان آخر لقاء بين أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري على هامش القمة الإسلامية والعربية بالعاصمة السعودية الرياض.
وساد الفتور العلاقات بين القاهرة وأنقرة منذ أن قاد السيسي في يوليو/تموز 2013 تدخلا عسكريا للإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي.
وبدأ البلدان مشاورات سياسية على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية العام الماضي، وقد أفضت تلك المشاورات إلى إعلان أنقرة والقاهرة في 4 يوليو/تموز الماضي تبادل السفراء بينهما، في خطوة تتوّج جهود إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.
الموقف التركي من التطورات في غزة
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
وأمس الثلاثاء، أعلنت الخارجية القطرية عن التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة بين إسرائيل وحماس.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
ومؤخراً، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!