ماركار إسيان - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
لو كان عندكم قائد معارضة مثل تورال ما الذي كنتم ستفعلون؟ ففي الوقت الذي سقط فيه 16 شهيد؛ نراه وقد شن حملاته على رئيس الجمهورية بدل حزب العمال الكردستاني، لو قام حزب قومي بهذا الفعل فكيف سيكون رد فعلكم؟ فالحزب القومي يملك 80 مقعد في مجلس البرلمان كلها تصب في محاولة عزل الاكراد، ولا يتركون أي فرصة تلوح لهم في سبيل ذلك! في مصلحة من يعمل هؤلاء الذين يستهدفون رئيس الجمهورية الطيب اردوغان؟ ففي الوقت الذي تمسح فيه صحيفة الحرية خبرها المكذوب بعد 10 دقائق من نشره؛ رأينهم وهم يتلقفونه ويتطايرون به يمنة ويسرى؛ معطلين افهامهم ووجدانهم؛ يستهدفون رئيس الجمهورية متجاهلين القتلة من حزب العمال الكردستاني.
قد تبدوا هذه الاسئلة صعبة.... ونحن هنا لا نقول بان الصورة مقتصرة على هذا الجانب الأسود؛ فتركيا أكبر من هؤلاء بكثير، فكما جعلت من الوطنيين القوميين عبرة لمن بعدهم، وكما هزمت التنظيم الموازي وكسرت ذراعه، فان الدور قد حان على حزب العمال الكردستاني ودائرته الآثمة، فسيحشدون ويحشدون؛ لكنهم سيُدمغون في النهاية. لعلهم باعوا أنفسهم بأرخص الاثمان لمشاريع الدول الأجنبية؛ فلهذا يهاجمون رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب ويتطاولون على حزب العدالة والتنمية باستمرار؛ فما هذه بيسارية ولا قومية ولا حتى ليبرالية ولا بأخلاق صحافة او حتى بافعال تنظيمات تحترم نفسها، انما هي أفعال من باع نفسه وأصبح قراره بيد غيره.
لقد وضعت ملامح هذه الخطة في 2013 واستأنفوا من بعد ذلك خطوات نقلها الى ارض الواقع، فغيّروا مشروع الوطنيين الى مشروع التنظيم الموازي، لكن اردوغان كان لهم بالمرصاد؛ فعرقل مسيرتهم؛ ليتركهم حائرين ومُكبلين، ثم انتقلوا الى مشروع حزب العمال الكردستاني ومحادثات السلام. فرغم ما قدموه في احداث غيزي بارك الشهيرة؛ الا ان جهودهم لم تكن كافية لإشعال حرب داخلية، فكان لزاما عليهم ادخال اوجلان الى دائرة الحدث. ولان الاكراد لن يقبلوا ولن يدعموا دعاوى حرب داخلية، قاموا بتحضير صلاح الدين ديميرطاش ليحل مكان اوجلان، فعملوا على إعادة تطبيق مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي السوري في تركيا، وكان داعش هو السبيل لذلك، ثم حشدوا ونادوا في الجماهير في 6-8 أكتوبر، وسمموا محادثات السلام تمهيدا لوأدها. لقد أفسدوا العلاقات التركية الكردية وجعلوا محادثات السلام خالية المضمون.
استهدف حزب العمال الكردستاني في هجماته الاخيرة على داغليجا وايغدر الرئيس اردوغان وحزب العدالة والتنمية، وكانت الخطة: تسليط الضوء على الحدث وحرفه ليتم تحميل حزب العدالة والتنمية والرئيس كامل المسؤولية، وفي حال فشل ذلك فانهم سيسعون الى التعتيم على الحدث بتسليط الضوء على احداث أخرى جانبية او مُختلقة. يهدفون من كل هذه الاحداث الى خلق جو مناسب لانقلاب عسكري، فكما كانت الانقلابات الماضية يسعون اليوم الى انقلاب اخر بوجه جديد؛ الا وهو حزب العمال الكردستاني، فتصريح دوان كلكان " لا داعي لان يستفيق الجيش، فنحن نقوم بالواجب مع حزب العدالة والتنمية" كان يقصد به هذا. وازيدكم دهشة وغرابة وأقول لكم بأنهم أرادوا لتركيا ان تكون كمصر، واردوغان كمرسي، والجيش التركي كالسيسي.
حتى نوفمبر الماضي كان هذا هو السيناريو الذي تريده المعارضة والاعلام والجوقة بكل اجزائها، لكنهم فشلوا في ذلك فتركوا المهمة لحزب الشعوب الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني مع حركة التحرر الثوري الشيوعية؛ ليخلقوا اجواء عدم الاستقرار والتوتر. ان اللعبة واضحة الى هذه الدرجة، فهم لا يستهدفون اردوغان وحزب العدالة والتنمية لشخصهما، فهل هم بهذا يهدفون الى السيطرة على تركيا او اخضاع إرادة الشعب؟ وبعد كل هذا نراهم يقولون لنا " اما ان تختاروا الخيار السوري او الخيار المصري" ونرد عليهم بانكم لن تنجحوا، نعم لن تنجحوا إن تآخى التركي مع الكردي والشركسي والمسلم مع غير المسلم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس