جلال سلمي - خاص ترك برس
حسب الخبراء في المجال العسكري؛ منذ الأزل وليومنا الحاضر يُعتبر الاقتصاد والحرب العنصرين الأساسيين في توجيه دفة التاريخ، والحاصل على نجاح باهر في كلا العنصرين هو الذي يملك تكنولوجيا عسكرية قوية وبالتالي هو الذي انتصر وشكل التاريخ حسب إرادته ورأيه ويُرى هؤلاء الخبراء أن الولايات المُتحدة الأمريكية هي أكثر القوى العظمى التي لعبت دورًا في تشكيل التاريخ والوضع العام للسياسية الدولية إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ويرى الخبير السياسي الاقتصادي شرف أوغوز، في مقال تقييمي له بعنوان "القوة الرقمية" نُشر بتاريخ 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في جريدة يني شفق، أن "القوة التكنولوجية العسكرية تغيرت على مدار التاريخ فقبل 1330 عامًا كانت منوطة بالأحصنة ونوعية العربات التي تجرها وقبل 600 عام أصبحت مرتبطة بالقوة المدفعية وقبل 100 عام ارتبطت بالقوة الفولاذية والدبابات المُصنعة من الفولاذ وخاصة الدبابات الروسية والأمريكية، وأيضًا ارتبطت بالبندقية الأتوماتيكية، وأما اليوم فهي مرتبطة بالمعلومات والقوة الرقمية "الإلكترونية التي أصبحت الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار الحرب والساحة الحربية وأصبحت هذه العناصر هي التكنولوجيا الحربية التي تحدد نتيجة الحرب".
ويُضيف أوغوز بأن "تكنولوجيا الحرب المستقبلية ستكون الإنسان الصناعي "الروبوت" المُحارب بكل براعة في الساحة الميدانية وبالفعل هناك الكثير من الدول بدأت في عملية إنتاج هؤلاء المحاربين، هذا التطور التكنولوجي جعل معيار القوة يتغير رأسًا على عقب في وقتنا الحالي... فأصبحت القوة الرقمية والإلكترونية هو المعيار الحاسم للتقدم والنجاح في ساحات الحرب".
وحسب ما يشير إليه أوغوز في مقاله: "أصبحت تركيا، التي تقاتل منذ 2000 سنة بسلاح الغير في المنطقة الجغرافية القاسية "منطقة الشرق الأوسط"، تُنتج هذه السلاح وتطوره بنفسها بعد تأسيس مركز الصناعات العسكرية الإلكترونية "أسيل صان" وشركة الصناعات الجوية والفضائية "توساش" ومؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية "توبيتاك" اللواتي لعبن دورًا في تطوير العديد من الأسلحة الرقمية الإلكترونية التي تعمل بشكل إلكتروني وعن طريق التحكم عن بعد دون الحاجة إلى التدخل البشري المباشر والقريب مثل أجهزة مراقبة الحدود البرية والجوية والبحرية الإلكترونية التي ترصد وتصد الخطر العدائي بشكل تلقائي وطائرات بدون طيار استكشافية وضاربة للهدف بتحكم إلكتروني والأقمار الصناعية الاستكشافية مثل غوك تورك 1 وغوك تورك 2 وتوركسات".
وحسب صحيفة صباح التركية التي تناولت التطور العسكري للجيش التركي في تقرير بعنوان "الجيش التركي يتخطى 14 ويصل إلى المستوى العاشر عالميًا" فإن "الجيش التركي استطاع تخطي 14 جيش في الآونة الأخيرة لا سيما في ظل الأزمات السياسية التي أصابت منطقة الشرق الأوسط وأدت إلى أزمات اقتصادية في بعض البلدان وبالتالي انخفاض مستوى التقدم العسكري للجيوش".
وتبين صباح بأنه "إلى جانب أزمات الشرق الأوسط فإن العامل التكنولوجي الذي وصلت إليه تركيا جعل من مستوى جيشها جيدًا ومن ضمن أقوى عشر جيوش في العالم، وحسب الإحصاءات العالمية فإن ترتيب الجيوش العشر الأقوى على المستوى العالمي هي على الشكل التالي؛ الولايات المُتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشعبية، والهند، والمملكة البريطانية المُوحدة، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، واليابان، وتركيا".
وتُشير صباح إلى أنه وحسب أبحاث مركز التطور العسكري التابع لجامعة ماف التركية في إسطنبول بأن "هناك تنافس جدي بين تركيا وإسرائيل من حيث المستوى العاشر ولكن في الفترة الأخيرة مع زيادة عدد منتسبي الجيش التركي ومع زيادة الميزانية العسكرية للجيش ومع التقدم التكنولوجي الملحوظ الذي حققته الصناعات العسكرية أيضًا مثل صناعة الطائرة بدون طيار وصناعة أجهزة المراقبة الإلكترونية وصناعة الدبابات والأقمار الصناعية استطاع الجيش التركي تخطي إسرائيل والوصول إلى المرتبة العاشرة بعد أن كان في المرتبة الرابعة والعشرين عام 2008 وبعدها أصبح في المرتبة 12 عام 2011 وبحلول عام 2013 أصبح في المرتبة 11 وفي عام 2014 وصل إلى المرتبة العاشرة".
وتوضح صباح بأنه حسب مؤسسة "بسنيز إنسيدير" الدولية والخاصة بمجال الأبحاث الاقتصادية والعسكرية فإن "التقدم الملحوظ الذي حققه الجيش التركي في السنوات الأخيرة يعود إلى حجم التقدم التكنولوجي الذي حققته الصناعات العسكرية التابعة له والتي أصبحت تنتج الصناعات الإلكترونية العسكرية بالاعتماد على الورش المحلية والمهندسين الأتراك وكما أن ميزانيته التي تُقدر ب 18 مليار دولار وعدد منتسبيه الذين يُقدر عددهم ب 410 ألف منتسب نشط ومستمر يجعله نسبيًا من أقوى الجيوش العشر في العالم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!