وداد بيلغين - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
تركيا بهذه الانتخابات تكون قد أغلقت مرحلة من تاريخها، وهذا يعني إيقاف حملة كبيرة كانت قد شنت قبل الانتخابات على حزب العدالة والتنمية، أي أنه تم إنهاء حقبة الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار، والتي لم يكن بالإمكان إيقافها إلا بهذه الطريقة.
لعل حزب العدالة والتنمية استطاع أن يدير المرحلة بحنكة وذكاء لم تمكن خصومه من النيل منه وذلك عبر إتاحة الفرصة لجميع أحزاب المعارضة بالدخول مع العدالة والتنمية في حكومة ائتلافية غير أن أحزاب المعارضة فشلت في التعامل مع هذه الفترة، الأمر الذي كشف الكثير من الحقائق عن قدرات المعارضة والتي بدورها كان له تأثير في نتائج الانتخابات المبكرة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وبهذا فمن الممكن القول إن تحالف المعارضة لإسقاط الحكومة قد باء بالفشل، وفي هذا السياق فإن كثيرًا من الأوساط أطلقت على نتائج الانتخابات مرحلة "تغير في التركيب" أو "ثورة سياسية"، وأنا أعترض على هذه التسمية، لأننا قبل أن نحلل نتائج الانتخابات يجب أن نرى التغيير الحقيقي في المجتمع التركي الذي بدأ يرفض سياسات الوصاية والتي كنت أشير إليها منذ فترة، وعليه فإن التغير لم يبدأ مع نتائج هذه الانتخابات بل كانت له امتدادته التاريخية.
ولعل تحالف المعارضة الذي ما زال يعمل مع المجتمع بذهنية الوصاية التي كان يدير بها البلاد قبل أن يأتي العدالة والتنمية إلى الحكم، وفي اعتقادي فإن التغيير الذي شهده الحراك المجتمعي بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي، حتى تحول هذا الحراك إلى ثورة مجتمعية قبل عشر سنوات بوصول العدالة والتنمية إلى الحكم. وبوصول العدالة والتنمية إلى الحكم دخلت البلاد في مرحلة جديدة على صعيد العمل السياسي بل يمكن القول إن البلاد قد مرت بثورة سياسية، وهذا ما يفسر التوجه الشعبي في الانتخابات لصالح العدالة والتنمية، وبالنتيجة يمكن القول إن أحزاب المعارضة والتي ما زالت تحمل الذهنية القديمة لم تدرك بعد حقيقة أن التاريخ قد تغير وأن توجهات المجتمع قد تغيرت، وأن ذهنية الوصاية القديمة لم تعد تنطلي على المواطنين في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس