د. نرمين جعجع - خاص ترك برس
بعد فوز حزب "العدالة و التنمية" في تركيا، لا شك أن النتائج أصابت الكثير في مقتل، خصوصا بعد فرحهم العارم في إخفاق "العدالة والتنمية" في الإنتخابات المبطلة. سرعان ما انتفض الشعب التركي وأعاد الأمور إلى نصابها الصحيح وانتخب من يرى أنه خير من يمثله لنهضة "تركيا" على جميع الأصعدة، التنموية والاقتصادية والسياسة والدبلوماسية. أتعجب في بعض الأحيان من صمود رجل يقف وحيدًا في بعض الأحيان إلا أن شموخه لم ينكسر وإرادته وصلابته لم تتزعزع. عن "أردوغان" أتحدث، الرجل الذي أسس دولة قوية على أرضية متينة لديها الكفاءة في المعاملة مع الدول الأخرى بندية وبدبلوماسية مفرطة ومنقطعة النظير.
بدأ بنهضة بلاده وتنميتها على الصعيد الاقتصادي والمعماري بخطوات متوازية، وقبل كل ذلك استثمر في الكوادر البشرية التي لم يكن لبلد أن ينهض ولدولة أن تزدهر إلا بعقولهم النيرة وعزمهم القوي وإرادتهم في التغيير التي لم تنكسر. ليجعل من "تركيا" دولة منفتحه على العالم تتقبل الاختلاف، بعد أن كانت دولة منغلقة لا تعترف بالثقافات الأخرى.
الدولة الجديدة وما أدراك ما الدولة الجديدة، حوربت "تركيا" بعد التغيير الجذري الذي لا يتقبله الغرب ليفرض سيطرته ويحكم قبضته على الشرق الأوسط، إلا أن "أردوغان" خاض حربًا سياسية تلو الأخرى ليعبر ببلاده من الأزمات وتصبح دولته لها كيان قوي يتصارع الجميع للتقرب منها و التودد لها. تحولت "تركيا" من دولة متواضعة مديونه، إلى دولة من أقوى دول العالم اقتصاديًا وعسكريًا.
بعد الحادثة التي حصلت مؤخرا في سقوط الطائرة الروسية، تيقن العالم أن "تركيا" ليست دولة هشة، بل دولة تسطيع حماية حدودها وسيادتها، دولة ذات قوة ومكانة، دولة ذات كيان مستقل لا تقبل أن تكون تابعة لأحد. بعد سقوط الطائرة التي تم إنذارها أكثر من عشرة مرات، أصبحت الدول التي يطلق عليها لقب "عظمى" على يقين أن "تركيا" ليست ضعيفة كما يعتقدون ولا تابعة لهم كما يتحدثون، إنما دولة يفكر الجميع مئة مرة قبل المساس بها و بسيادتها.
في الختام:
الكثير يعول على الدور "التركي" في المنطقة، و أنها قادرة على قلب المعادلات السياسية والعسكرية. "تركيا" هي الحليف القوي والمناسب للدول العربية والإسلامية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس