نازيف غوردوغان – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
دخل الصراع السوري مرحلته الجديدة في التاريخ الإنساني بصراع الحضاريتين والعالمين والحربين الباردة والساخنة حتى قيام الساعة. وكما كان الحل زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في غزوة الخندق عندما تمت محاصرته من الداخل والخارج، فإن الحروب الشاملة كانت هي الاستراتيجية في القرن الماضي بحماة وفي القرن الحالي في غزة.
لا يرى الغرب أن حقيقة ما يحدث هو غروب شمس الحضارة في الشام والقدس وبغداد وقرطبة والقاهرة وبزوغها في المقابل في باريس ولندن وبرلين وبروكسل ونيويورك، كما ولا يعلم أن بركات الرسالة التي خرجت من مكة كانت هي السبب حفظ استمرارية وتكامل الأمم في الربيع الإسلامي، فالغرب ما زال مصرا على آرائه البعيدة عن الحقيقة الكاملة، فهو لم يدرك بعد التاريخ العريق للإسلام الذي امتد لأكثر من ألف سنة.
لن تبتعد النماذج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط عن تلك المتطورة عند الغرب، لأن الماضي العريق للحضارات في الشرق الأوسط لا يضمن النجاح في المستقبل، فمثلما كانت الحرب المستعرة في أوروبا هي السبب في وجود "الاتحاد الأوروبي"، فإن الحرب التي تحرق المنطقة في هذه الأيام ستكون كذلك هي السبب في تكون "اتحاد الشرق الأوسط".
لن يقتصر مستقبل الشرق الأوسط على النماذج الغربية او الشرقية، بل سيكون في المسافة الوسط بين الاثنين، فآبار النفط الكثيرة التي تملكها هذه المنطقة ستساعد في إعطاء القوة لها، كما وستعطيها البسط والسيطرة، وسيؤدي تأثر الشرق الأوسط بالعولة إلى تعزيز السوق الحرة، كما ولن تختفي الأسواق الوطنية، ومن أجل حفظ العدل في العالم لن نتأثر بمقولة الغرب "لا إله وكل شيء مباح".
ظهرت حقيقة الغرب المنافق عندما انقلبت محالات الديمقراطية في الشرق الأوسط الى حروب طاحنة، فالغرب ادعى بانه يروج للديمقراطية والسلام، لكنه كذب ولم يفعل ما يدعي، فاحتفظ بهم لنفسه ودعم القوى التي تناهض وتحارب الديمقراطية في مصر والعراق وسوريا وأفغانستان وليبيا والجزائر، وبهذا سرق الغرب عقيدة الديمقراطية من الشرق الأوسط وقتلها ليسرق وينهب خيراتها. ومنه وجب علينا أن نبني نموذجنا الخاص في المجال الفكري والاقتصادي والسياسي من أجل حضارتنا التي ستضيئ المستقبل وتكون قدسنا هي العروس لتلك الأمجاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس