بولنت ارانداتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
نستقبل في هذا الأسبوع وعلى أرض إسطنبول التاريخية أحداث سياسية ستهز أركان العالم. رئيس الجمهورية التركية أردوغان يخطط ويجهز أوراقه الإستراتيجية التي سيطرحها في قمة دول الاتحاد الإسلامي في 14-15 نيسان / أبريل الجاري.
وقام رئيس الجمهورية في إطار التحضير لهذه القمة بترتيب جدوله ليغطي المساحة الجغرافية الممتدة من إفريقيا والشرق الأوسط إلى دول وسط آسيا، وفي إطار هذه التحركات كلها يكون السؤال كما يلي: ما هي الدوافع والأهداف والخطط المرجوة من نتائج القمة الإسلامية؟
لعل الجواب على السؤال أعلاه يكون في إطار السعي والبحث عن قيادة تركية عالمية جديدة في القرن الواحد والعشرين يأخذ زمام مبادرتها رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" بحيث تتجاوز سلطته القيادية إطار الدولة التركية ليشمل أدوار استراتيجية قيادية تربط شتات العالم الإسلامي فتحفظ وحدته، وتفتح له المجال واسعا في قيادة عالمية تؤدي أدوارا أممية في صراعات المنطقة والعالم.
وسيكون موقع تركيا في حلف الناتو والحلف الإسلامي مكانا لحفظ التوازنات، ويأتي ذلك بعدما نفضت الدول الإسلامية غبار الكسل والذل عن أنفسها وشكلت جيشا إسلاميا رأينا مناوراته التي جرت في السعودية بتعداد 200 ألف مقاتل حملوا جميعا رسالة واضحة تم توجيهها إلى الدول الخمسة الكبار "الصلبيين" في هذا العالم.
في إطار التحضيرات للقمة الإسلامية المرتقبة زار ملك السعودية مصر لخمس أيام قابل رئيس الانقلاب السيسي فيها لمرتين، ومن ثم جاء الى تركيا ليحط ضيفا في رئاسة الجمهورية، ونظرا للأهمية الاستراتيجية لكلا الدولتين مصر وتركيا فانه ومن المهم والضروري انهاء سوء التفاهم الحاصل بينهم، وفي سبيل ذلك استقبلت تركيا وزير الخارجية المصري سميح شكور.
كما وتأتي جهود تشكيل الجيش الإسلامي البري في إطار مواجهة التحالف الروسي الإيراني الذي يدعم الأسد ويقتل المسلمين في حلب وجبل التركمان واليمن ومناطق أخرى متفرقة من العالم الإسلامي، ولحساسية الموضوع والقضية يجب أن تقوم تركيا بدورها الاستراتيجي وهو توازن سياساتها في المنطقة في سياقين:
1- تطبيع العلاقات التركية المصرية وإنهاء فترة الخلاف الذي جرى نتيجة انقلاب السيسي على حكومة مرسي.
2- إعادة العلاقات التركية الإسرائيلية في إطار الجهود الهادفة لرفع الحصار عن غزة وفلسطين.
كلمة أخيرة: لرئيس الجمهورية الطيب أردوغان كان قد قالها في القمة الإسلامية للعام المنصرم : "لو تحرك العالم الإسلامي كجسد واحد متوحد لما بقينا أمة يتم التحكم بها من قبل آخرين، ولأصبحنا أمة قادرة وقوية تُقرر ولا يُقررعليها، كما ولأصبحنا أمة تأمر وتنهى لتحل المشاكل والأزمات، لا أمة تتلقى الأوامر"، ثم أتبع قائلا "كيف بالله عليكم يصح ألا يكون من بين الدول الخمسة الكبار أية دولة إسلامية، وثلث أعضاء الأمم المتحدة هم من الدول الإسلامية؟ يجب ألا نترك مشاكلنا بأيدي غيرنا ليحلوها بدلا عنا، بل يجب أن نأخذ زمام المبادرة ونحل مشاكلنا بأيدينا، ولا سيما أننا نستقبل القبلة نفسها، ونتكلم اللغة ذاتها من دون الحاجة إلى مترجمين، فكما تجمعنا حضارة أشع نورها ليهدي الأمم قاطبة فيما مضى نستطيع أن نبني حضارة تركية إسلامية جديدة يشع نورها في القرن الواحد والعشرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس