بولنت إرانداتش – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
أدرك المتابعون والمهندسون الأتراك الموجودون خلف الكواليس بانتباه، تغير التوازنات بالشرق الأوسط منذ تشكيل جيش مشترك من اجتماع 40 دولة إسلامية واستعراض قوته حتى الآن.
بالإضافة إلى معايشة تطورات مصيرية تتعلق بإقامة اتفاقات سرية روسية مع أمريكا وبشكل خاص أيضًا الاتفاق السعودي- التركي – القطري. ومع تغير التوازنات في الشرق الأوسط، تقوم تركيا باتصالات مصيرية جدًا. وعلى الأغلب فإن الحملات الاستراتيجية المتعددة الأوجه هذه تثير قلق العمود الفقري للتحالفات الجديدة هذه بشكل مباشر. ومن أجل فهم أفضل للصورة الكبيرة التي يتم التحضير لها، دعونا نلقي نظرة على التطورات الاستراتيجية الحاصلة بتسلسل تأريخي:
1) أعلن البابا فرنسيس أن "الحرب العالمية الثالثة قد بدأت. ولكن بشكل مجزأ". وبذلك أصبح البابا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015 متورطًا مع إيران وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من خلال فتح المجال لاحتلال روسيا لسوريا، وتشجيع أمريكي سري. حيث اعتبر بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية دون تردد احتلال سوريا بمثابة "حرب صليبية". كما التقى البابا فرنسيس مع البطريرك كيريل واتفقا معًا. وبذلك توحد العالم الصليبي المتعاون مع الصهيونية العالمية ضد المسلمين.
2) إذن ما الذي فعلته الدول الإسلامية تجاه هذا التحالف الصهيوني – الصليبي؟
3) في تاريخ 29 من كانون الأول/ ديسمبر 2015: أدى هذا التضامن الصهيوني – الصليبي إلى تشكيل الدول الإسلامية تحالفًا فيما بينها. كما اجتمع الرئيس أردوغان مع الملك سلمان في السعودية. وقد وصف هذا اللقاء بالتاريخي. حيث تمت مناقشة مستقبل ووضع الجيش الإسلامي. لأنها المرة الأولى التي تجتمع فيها الدول الإسلامية عقب سقوط الإمبراطورية العثمانية وتقرر تشكيل جيش للقيام بعملية مشتركة.
4) في كانون الثاني/ يناير 2016: قررت تركيا والسعودية ومصر وباكستان وماليزيا وبحضور 40 دولة إسلامية تشكيل جيش مشترك.
5) في 29 من كانون الثاني 2016: توجه خلوصي أكار رئيس هيئة الأركان العامة التركية برفقة الرئيس أردوغان إلى جدة بالثياب المموهة. ووضعت الخطط من أجل عملية برية.
6) في 12 من أذار 2016: جرت المناورة العسكرية الأكبر في العالم بالسعودية بمشاركة 26 دولة إسلامية و200 ألف من القوات العسكرية الخاصة. وقد أحدث الاستعراض الذي قام به الجيش الإسلامي صدىً كبيرًا. كما تابعت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والبريطانية والروسية والأمريكية التطورات بشكل سري.
أما الغرب؛ فقد بدأ باتخاذ القرارات على عجل عندما رأى أن الأمور سوف تتعقد وسيشارك الجيش الإسلامي في سوريا. حيث جمعت المعارضة وقوات الأسد الموجودة في سوريا في جنيف، ومن الناحية الأخرى أجرت رئيسة الوزراء الألمانية اتفاقاً مع تركيا بخصوص اللاجئين. وفي هذا الوقت بالتحديد اتخذت روسيا قراراً بسحب طائراتها على نحو مفاجئ. ولم يكن في الوسع التحدث كثيرًا عن أهمية ومعنى جولات رئيس الوزراء داود أوغلو إلى أوكرنيا وإيران والأردن ضمن أحداث داخلية وخارجية صعبة في مواجهة أمريكا وروسيا وأوروبا. ولكن عقب زيارة داود أوغلو في 4 من أذار لطهران، كانت التوافقات التي جرت خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني لأنقرة مهمة جداً. ولكن مع تبدد أجواء التوتر مع إيران، والاتصالات السرية الموجهة إلى إسرائيل ومصر التي جمدت العلاقات الدبلوماسية، جعلت تركيا في مركز التوازنات الجديدة.
في 10-15 من نيسان/ أبريل سيعقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول. وقد أشار الكاتب ندرت أرسنال في زاويته بصحيفة يني شفق إلى نقطة مهمة: "ستشارك مصر ممثلة بوزير خارجيتها في اجتماع إسطنبول. وسيرى جميعنا كيف سيخلق هذا اللقاء مجال جذب كبير في الشرق الأوسط".
الخاتمة: تظهر هذه الأحداث المتقدمة بسرعة هائلة كيف بدأ تحول الأوضاع التي بدت "سلبية" حتى يومنا هذا في المنطقة والمتعلقة بالعالم الإسلامي فعلياً إلى تغير إيجابي. كما تسعى تركيا إلى جمع الدول الإسلامية التي بدأت برؤية حقيقة تهميشها في الخرائط الجديدة التي يرسمها الصليبيين. وتعايش أيضاً تبدلاً وانهياراً كبيراً في معادلة الشرق الأوسط. وبشكل اعتيادي ستنقلب معادلة العلاقات المعروفة رأسًا على عقب. وبالرغم من ذلك توجد فائدة في الانتظار بتأنٍ بعض الشيء مجدداً. لأنه من الممكن حدوث تطورات وتحركات جديدة أخرى في المرحلة الأخيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس