بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
لا بد أنه لفت انتباهكم في الشهر الأخير الحيرة والاضطراب التي اعترت إيران في مساعيها للتقرب من تركيا مجددا. ما الذي حدث ودفع إيران إلى التراجع عن مواقفها الخاطئة لتحاول تدارك الأمور وإعادة إصلاحها؟ تقف تركيا الحديثة خلف التطورات الجيوسياسية الأخيرة المتعلقة بمنطقتي الشرق الأوسط والقوقاز، وإيران وجدت نفسها مجبرة على التحلي بالحكمة والتصرف بنضج أمام قوة تركيا الحديثة وقائدها رجب طيب أردوغان المتنامية بشكل مستمر.
مشاركة رئيس الجمهورية الإيرانية في قمة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول بعد أن كان قد أعلن عن مشاركة وزير خارجيته في الاجتماع دليل كاف على التغير في الموقف الإيراني وتبنيه وجهات نظر جديدة. ولو نظرنا إلى المعايير الجيوسياسية لأمكننا فهم هذا التغير في المواقف الإيرانية:
1- لقد اتضح معنى وأهمية وتأثير القائد القوي رجب طيب أردوغان وتركيا الحديثة على المنطقة المحيطة والمنطقة المجاورة.
2- مخاوف إيران من الاستثناء والبقاء خارج الجيش الإسلامي – الناتو الإسلامي- والإنتربول الإسلامي الذي تعد تركيا المهندس الأهم له، دفعت بطهران إلى العودة نحو تركيا.
3- لقد تم تقسيم وتفتيت العراق وسوريا وإيران بانتظار دورها. موقف الرئيس أردوغان المعارض لخريطة الشرق الأوسط الجديد ونشاطه في مكافحة تقسيم هذه الدول هو بمثابة وصفة علاجية تنتشل إيران من خطر التقسيم.
4- الأنباء عن العلاقات والشراكات التي تجمع أردوغان بعلييف – أذربيجان تسربت للمسامع الإيرانية ودفعت إيران لأن تدرك أن إعجابها بأرمينيا وعلاقتها معها لن تقدم لها الكثير.
5- أدركت طهران أنها لن تحصل على مبتغاها من خلال دعمها لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي. لأن الدولة العميقة في إيران تعلم أن حزب العمال الكردستاني غير المدعوم من الشعب وغير المرحب به من الجماهير سيؤول إلى الزوال.
6- إن دعم إيران وحمايتها للقاتل بشار الأسد سيكون بمثابة الحكم عليها بالوحدة بالانعزال عن بقية العالم الإسلامي. في حين أن رغبتها بالمشاركة في الجيش الإسلامي الذي يتم هيكلته وبناؤه توجب عليها التوجه مجددا للمملكة العربية السعودية وتركيا.
7- ستكون تركيا بمثابة الجسر والبوابة التي تعبر من خلالها إيران إلى الغرب مرة أخرى بعد توصلها إلى الاتفاقات مع أوروبا والولايات المتحدة مؤخرا، ولا بد لها من تعزيز علاقتها مع هذه البوابة المتحملة والاندماج معها.
8- بعد الاتفاق النووي الإيراني تكون طهران قد عادت إلى السوق العالمية مجددا. في أثناء مساعي إيران للخروج من عنق الزجاجة الاقتصادية التي حُشرت بها، ترغب طهران في الانفتاح من جديد على العالم من خلال العودة إلى استراتيجية الصداقة مع تركيا واستخدام هذه العلاقات.
لعل المسألة الأهم بعد هذا الانفتاح وهذه الاتفاقيات كيف سيصل البترول والغاز الإيراني إلى السوق الأوروبية؟! تركيا هي الطريق والسبيل الأكثر منطقية من ناحية اقتصادية لوصول الغاز والبترول للدول الأوروبية.
النتيجة: أقدمها وأهديها إلى القلة الغافلة التي قدمت عقولها وفكرها للبيع بأبخس الأسعار...
يظل العامل الأكثر أهمية في عودة إيران قلبا وقالبا نحو تركيا هو مهندس الاستراتيجية المتأنية وزعيم تركيا الحديثة رجب طيب أردوغان . فنتيجة لاستراتيجية أردوغان المتأنية نرى إيران تعود نحو تركيا من جديد ونرى مصر وإسرائيل تقف كذلك في صف الانتظار...
إعلام دوغان، صحيفة الجمهورية، جماعة غولن، كمال كيليتشدار أوغلو، صلاح الدين دميرطاش هل فهمتم ام أكرر؟!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس