بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
اليوم سأطرح عليكم حقائق بنكهة أفلام جيمس بوند. وسننطلق في رحلة معنا يقودنا بها من حجرة القبطان الكاتب عبدالله أغار صاحب العديد من الكتب المهمة. منطقتنا التي أصبحت أرضية عمل خصبة لعمليات مختلفة تلفها بين الحين والآخر العديد من الأخبار والحقائق والتقارير، هذه الحقائق والتقارير سوف تكون مرشدنا في هذه الرحلة وستكون نقطة انطلاقنا كذلك.
تقود قوات الأمن العراقي عملية عسكرية لتحرير الفلوجة من داعش، هذه العملية العسكرية التي تساندها قوات سلاح الجو الأمريكي حسب تصريح الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم قوات سلاح الجو الأمريكي، كما تشارك فيها قوات الحشد الشعبي الشيعية والبالغ عددها 15 ألف مقاتل. بمعنى أن الشيعة على الأرض والأمريكان من الجو... قائد التنظيم الشيعي هو جمال جعفر محمد صاحب الاسم الحركي أبو مهدي المهندس. من هو جمال جعفر محمد هذا!! أرجو أن تربطوا الأحزمة للخبر الصاعق ... إنه أحد الأسماء التي وضعتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب الدولية عام 2009م.
أما الأحزاب الأخرى المشاركة على الأرض في عملية الفلوجة التي تساندها الولايات المتحدة جوا فهي سرايا السلام وتنظيم بدر التابعة لمقتدى الصدر، وحركة النجباء (قائدها أكرم عباس الكعبي على قائمة الإرهاب الدولي منذ أيلول/ سبتمبر 2008م) وكتائب حزب الله، وعصائب الحق، وكتائب الإمام علي وكتائب سيد الشهداء... جميع هذه التنظيمات والأحزاب تحتل مكانها على قائمة الإرهاب العالمي والولايات المتحدة.
الولايات المتحدة ذاتها تعقد الاتفاقات مع هذه الأحزاب التي وصمتها بالإرهاب سابقا وتحضنها وتقبلها وتدير معها معركة الفلوجة ولكن ضد من؟! ضد تنظيم داعش، التنظيم الذي أسسه بيترايوس رئيس المخابرات المركزية (CIA) السابق. سيخرج الآن البعض ليقول لماذا تنشئء الولايات المتحدة داعش وتدعمها وهي التي تقاتلها. ساقول له أليست الولايات المتحدة هي التي تدير تحركات حزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا؟ أليست هي كذلك التي تدير معركة الفلوجة مع أحزاب قد أعلنتها سابقا على أنها إرهابية؟ إذا ما الذي يمنع أن تكون هي من أسس حركة داعش الإرهابية؟!... عبد الله آغار يقول "تفضلوا هذا مثال مدهش آخر".
نوري المالكي استمر في رئاسة وزراء العراق لثلاث حقب متتالية بفعل الدعم والمساندة الأمريكية. من هو المالكي؟ إنه أحد الاسماء التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المسؤولين عن مقتل 300 عسكري أمريكي وفرنسي خلال هجوم بيروت عام 1983م... يعني هو اسم أعلنته الولايات المتحدة كإرهابي لتساعده فيما بعد ليصل إلى سدة حكم العراق. حسنا من الذي حل في منصب رئاسة الوزراء مكان المالكي الذي انسل من تهم الإرهاب كما "ينسل الشعر من العجين"... إنه العبادي الذي يحمل جواز السفر البريطاني.
في عام 2015م انتفض الإعلام الإيراني والعراقي. فعلى الرغم من أن الأجواء العراقية بكاملها تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن داعش وفي المناطق التي تسيطر عليها تتلقى الدعم من خلال طائرات مروحية مجهولة المصدر تلقي السلاح والعتاد لهم... وكالة أنباء فارس قالت: "إن القوات المشتركة بين حزب الله والجيش العراقي سوف تستخدم صواريخ متطورة مضادة للطائرات"، لتوضح فيما بعد "أن الطائرات المروحية التي تقدم المدد والسلاح لداعش سوف يتم إسقاطها". توضيح وتصريح مشابه جاء على لسان المسؤلين العراقيين إذ قيل: "إن طائرات مروحية شوهدت وهي تحط في ساحة كرة قدم في منطقة الفلوجة التي تسيطر عليها داعش بتاريخ السادس من شباط/ فبراير، كما شوهدت مروحية أخرى بتاريخ التاسع من شباط في أثناء نزولها في منطقة زرباطيه التي تسيطر عليها داعش".
حكيم الزامل رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة للبرلمان العراقي قال في الحادي عشر من شباط 2015م وفي اجتماع دولي إن طائرات مروحية قد شوهدت وهي تلقي المؤن والعتاد والسلاح في المناطق التي تسيطر عليها داعش، وإن بأيدي اللجنة دلائل ووثائق قوية على ذلك. في نهاية شباط 2015م تناقلت وسائل الإعلام مشاهد لمروحية أمريكية تم إسقاطها في محافظة الأنبار غرب بغداد أثناء توجهها لإيصال السلاح والعتاد لداعش.
في أثناء انشغال الإعلام العالمي ومعه أذنابه هنا في تركيا بإشاعات "تركيا تقدم المساعدة لداعش" لم يسمعوا أيا من هذه الأخبار ولم يلقوا لها بالا... وزد فوق ذلك أن بيترايوس رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق يقول "في الحقيقة من الممكن تقديم المساعدة لجبهة النصرة واستخدامها في سبيل التخلص من داعش". وكأن هذا لا يكفي للمشككين، يأتي التنظيم الأرهابي في جبل قنديل ليقول "نحن في تواصل دائم ومباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترا".
أليس الذي قال "إن وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني هما ذات الشيء" هو رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي؟ أما أولئك المحللون من الكتاب الذين يتحدثون عن الشاحنات التابعة للاستخبارات التركية ويكتبون المقالة تلو الأخرى، والذين يقفون في البرلمانات الأوروبية جنبا إلى جنب وخدًا على خد مع أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي أذناب حزب العمال الكردستاني الإرهابي لماذا لا يكتبون ولو سطرا واحدا عن أن الولايات المتحدة تقدم السلاح للتنظيمات الإرهابية المختلفة لتستمر في صراعها؟
لأن العقول كذلك تتلقى المساعدات والمدد وتُستكتب!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس