بريل ديدي اوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
تأتي اتفاقيات تطبيع العلاقات التركية الروسية والتركية الإسرائيلية في هذه الأيام كفاتحة لمرحلة جديدة من إعادة ترميم العلاقات مع كل الأطراف، كما يأتي الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي في إطار محاولة عرقلة هذه الجهود.
أما بالنسبة لاتفاقيات التطبيع فإن أكثر ما يميزها هو حصول التطبيعين مع روسيا وإسرائيل في نفس الوقت، وتأتي أهمية هذا الأمر في محاولة تركيا لحفظ التوازن في العلاقات بين الشرق والغرب، فلو أن تركيا قامت بالتطبيع مع إسرائيل أولا لفُهم هذا التحرك على أنه إدارة الظهر لروسيا من قبل إسرائيل وتركيا، والعكس كذلك صحيح، فلو أن تركيا قامت بالتطبيع مع روسيا أولا لأساءت أمريكا وأوروبا الفهم واعتقدوا بأن تركيا تقترب من الشرق وتبتعد عنهم خصوصا في ظل العلاقات المتوترة بينهم، ولا يقتصر حفظ هذا التوازن بين كل هذه القوى على توازن الشرق والغرب بل هو أيضا حفظ لتوازن المنطقة الإقليمية كلها.
التعاون في مواجهة الإرهاب
تحتاج جهود محاربة الإرهاب إلى مزيد من التعاون والتحالف خصوصا بعد الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك الدولي، فقد ظهر أن المنفذين كانوا من المناطق الجغرافية الروسية، وكانوا على النحو التالي: شيشاني وأوزبكي وداغستاني وقرغيزي، وهو ما يُظهر جليا أن تأثير داعش لم ينحصر على عناصره من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي يدعونا إلى توسيع رقعه التحالف والتعاون الدولي في مواجهة الإرهاب من أقصى الشرق في الصين إلى أوروبا وما بعدها، وتُظهر التقديرات أن المواجهة القادمة مع داعش ستزيد في سوريا، لكن وبسبب رفض الأمريكان والروس التدخل التركي في الساحة السورية؛ بسبب اعتقادها أن تركيا ستستهدف وحدات حماية الشعب الكردي بحجة ضرب داعش؛ تجد تركيا نفسها مكبّلة ولا تقدر على شيء، ليُطرح السؤال هنا من جديد: كيف تقبل أمريكا أن تدعم وحدات حماية الشعب الكردي بحجة رفضها توجه الأخير للحضن الروسي ولا تجيب وترد على إرهاب حزب العمال الكردستاني في تركيا؟
مرحلة جديدة في الداخل والخارج
يأتي اتفاق التطبيع مع روسيا وإسرائيل كورقة موازنة جديدة تحفظ الموازنات بين روسيا وأمريكا من جهة وإيران وإسرائيل من جهة أخرى، وهو ما سيؤخر ويفسد بالتالي عملية تقسيم سوريا. وفي الوقت الذي تدعم فيه هذه الاتفاقيات الموقف التركي، نرى أنها لا تفعل ذلك لحزب العمال الكردستاني، ومن أجل حفظ هذا الزخم السياسي يجب أن تستمر تركيا على هذا الطريق بإعادة العلاقات مع مصر وتطويرها مع بغداد، كما يجب أن يتجه الحلفاء إلى التدخل المباشر لهم وأن يتوقفوا عن استخدام حرب الوكالة، ولكي تستطيع تركيا حجز مقعدها في القوات الموثوقة التي ستشارك في تلك المهمة الكبيرة، يجب عليها ان تعيد ترتيب بيتها الداخلي بتعزيز الديمقراطية وحل الخلافات مع كل الشركاء في الوطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس