ترك برس
قال الكاتب والباحث التركي، محمد زاهد غُل، إنه ثمة خطوات ضرورية ينبغي اتخاذها لمواجهة الغزو الإيراني المعاصر للدول العربية والإسلامية، مشيرًا أن الوقت قد حان لكي ترتقي الجهود ضد تدخلات النظام الإيراني إلى خطوات عملية لقطع أذرع الفتنة الطائفية في أرجاء المنطقة.
ورأى غُل، في مقال له نُشر عبر "بوابة الشرق الإلكترونية"، أنه قد يكون من حق المعارضة الإيرانية أن لا ترى حلاً إلا زوال النظام الإيراني الذي تصفه المعارضة الإيرانية بنظام الملالي، فهذا حقها وموقفها ولا يملك أحد منعها من حرية القول والعمل نحو تحرير شعبها ودولتها.
وشدّد على أن الدول العربية بحاجة للبحث عن سبل أخرى قبل الوصول إلى المواجهة التي تسعى لها المعارضة الإيرانية كما ظهر في مؤتمر باريس، مبينًا أن الخطوات المطلوبة عربيا وإسلاميا ينبغي أن تسير في أكثر من اتجاه، وأن الخطوة الاولى تكمن في "وضع خطة دفاعية وتشكيل كتائب دفاعية داخل الدول العربية والإسلامية التي تتعرض لهجوم إيراني سواء تحسبا من المليشيات الطائفية المحلية أو الوافدة من الخارج، ومهمة الكتائب المستحدثة هي الدفاع عن حدودها الداخلية في مدنها ومحافظاتها وقراها من التسلل الطائفي".
أما الخطوة الثانية، فهي بالنسبة للكاتب التركي، "وضع خطة ومشروع إعلامي عربي وإسلامي داخلي يخاطب أبناء المذهب الجعفري الاثنى عشري وغيره من المذاهب الشيعية مثل الزيدية أو غيرها، بمخاطبة عقولهم وانتمائهم إلى الإسلام والأمة وما يتوجبه ذلك من أخوة ووحدة، ومخاطبة المتعاطفين معها من غير الشيعة لأسباب التعاطف المختلفة، مثل التعاطف مع دعاوى محور المقاومة أو المساعدات المالية أو غيرها من الأساليب المخادعة التي اتبعها الإعلام الإيراني وتوابعه المحلية في البلاد العربية، فهؤلاء لابد من مخاطبتهم بالعقل والنصيحة، وكشف المؤامرات السياسية لهم، وبالأخص بعد تحولها إلى مشاريع حروب تقتل أبناء المسلمين في سوريا والعراق واليمن وغيرها".
ولفت غُل إلى أن الخطوة الثالثة هي "توجيه الرسائل الواضحة والمباشرة للشعب الإيراني والحكومة الإيرانية بهدف تحذيرها من خطأ السياسة الإيرانية التوسعية، التي أضرت بالعلاقات العربية والإسلامية مع الدولة الإيرانية في عهد خامنئي، وضرورة مطالبتها بتغيير هذه السياسات التي أشعلت المنطقة بالحروب البينية بين المسلمين".
وبالنسبة للخطوة الرابعة، أوضح الباحث التركي أنها تكمن في "الاستفادة من منابر المعارضة الإيرانية في توجيه الخطابات السلمية من الدول العربية والإسلامية للشعب الإيراني الشقيق، وضرورة قيامه بمحاسبة حكوماته وقادته على الأخطاء التي يقترفونها بحق الشعب الإيراني وبحق الشعوب العربية والإسلامية خارج إيران، ومحاسبته على القتلى الإيرانيين بغير وجه حق، سواء قتلوا بحجة حماية أضرحة أو مشاريع مقاومة وهمية أو غيرها".
ودعا غُل في الخطوة الخامسة، إلى "توجيه الخطابات إلى كافة الجهات والمنظمات الدولية المعنية بوقف النزاعات الأهلية والدولية بما فيها الأمم المتحدة للتنديد بالتدخل الإيراني في البلاد العربية والإسلامية وغيرها، وتقديم شكاوى دولية للمحاكم الدولية على الجرائم التي ارتكبتها الحكومة الإيرانية الخامنئية في البلاد العربية وبالأخص في سوريا والعراق واليمن ولبنان وحيثما وجدت الجرائم الإيرانية في البلاد العربية والإسلامية".
وقال إن هذه بعض الخطوات الضرورة لمواجهة الغزو الإيراني المعاصر للدول العربية والشعوب الإسلامية، وقد حان الوقت لكي ترتقي جهود الدول العربية والإسلامية ضد تدخلات النظام الإيراني إلى خطوات عملية لقطع أذرع الفتنة الطائفية في أرجاء المنطقة، مبينًا أن الهدف ليس محاربة ولا تغيير النظام الإيراني الخامنئي فهذا شأن الشعب الإيراني وحده، ولكن الهدف بالنسبة إلى الدول العربية والإسلامية هو وقف نزيف الدماء في سوريا والعراق واليمن وغيرها، ووقف التهديدات الأمنية على الدول العربية الأخرى.
وعقدت المعارضة الإيرانية مؤتمرًا سياسيًا علنيًا في العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت 9/7/2016، برئاسة زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، وبحضور رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، وقد كان لكلمة الفيصل، بحسب "غُل"، أثر كبير على الحضور وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بحكم أنه ظهر حتى الآن أعلى صوت سعودي في انتقاد الحكومة الإيرانية وانتقاده للزعامة المذهبية لمرشد الثورة علي خامنئي، وانتقاده لتوابعها المليشياوية في البلاد العربية مثل حزب الله اللبناني وغيره، حيث قال:
"إن الخميني رسخ سلطة مطلقة لنفسه بناء على نظام ولاية الفقيه وحاول فرض وصايته على كل الدول الإسلامية وليس فقط على إيران"، وقال الفيصل: "إن الخميني أسس لمبدأ (تصدير الثورة) الإيرانية إلى الدول العربية والإسلامية وبدأ (تصدير الثورة) ا موضحاً: "أن القمع في إيران لا يقتصر على المعارضين بل يشمل الأقليات وخاصة العرب والسنة والأكراد".
أما زعيمة المعارضة الإيرانية فقد شخصت طبيعة النظام الإيراني القائم من وجهة نظرها أولاً، وبكيفية مواجهته من الشعب الإيراني ثانياً، وتوجهت باللوم إلى الدول العربية التي لا تبذل الجهد المطلوب لمواجهة سياسة التمدد المذهبي الطائفي والمليشياوي في البلاد العربية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!