صلاح الدين تشاكرغيل – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
مع دخول تركيا لمدينة جرابلس الصغيرة جدا على حدودها الجنوبية قامت القيامة ولم تقعد عند كثير من الدول، كما وتنازعت الأقلام في تحليلاتها، واختلفت الردود بين مؤيد ومعارض هنا في تركيا، حتى رأينا كيف علق وحلل كثير من الكتاب المحسوبين على الحكومة وداعميها تحليلات مالت وانحرفت عن جادة الصواب.
لم تختلف ردود الفعل الإيرانية عن أمريكا الإمبريالية، فقالوا مثلما كتبت صحيفة النيويورك تايمز في تعليقها على التدخل التركي "بدأت تركيا في احتلال سوريا متجاهلة كل الأعراف والقوانين الدولية"، ردًا عليهم أقول: ماذا تقولون إذا فيمن جاء من بُعد آلاف الكيلومترات ليقاتل ويحتل ويدعم الدكتاتور البعثي؟ ما لكم تعاتبون تركيا في موقفها هذا ولم تنطقوا ببنت شفة عندما ضربت أيدي الآثمين من حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش في تركيا؟
هنا في تركيا تكلمت الألسن والأقلام المأجورة لإيران فيما يسمون أنفسهم بـ"الإعلام الحر" بما في خاطر الملالي في طهران ووصف التدخل التركي بالأحمق والجاهل وإنه جاء ضمن إجندات الغِرّ أردوغان الذي يسعى من أجل إمبراطورية عثمانية جديدة... نفس هذه الأقلام المأجورة كتبت من قبل وعلقت على كل الأحداث الإرهابية بأنها من فعل أردوغان! وكانت تصف كل الأزمات التي تحصل بين الرئيس أردوغان وواشنطن بأنها لعبة ومسرحية!
إذا، ما الذي تفعله إيران وروسيا في المنطقة؟ ألم يكن نائب الجمهورية الإيرانية علي يونسي هو من قال "لقد أصبحت عواصم المنطقة بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء امتدادًا للنفوذ الإيراني"؟ ألم تسمعوا ما قاله الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية ناطق نوري "لقد أصبحت سوريا والعراق درع إيران الجديد أمام كل من يفكر في ضرب طهران"؟ لماذا إذا تجعلون من تدخل تركيا ضد الإرهاب الذي يهددها من داعش وحزب العمال الكردستاني وغيرها من المنظمات تدخلًا يخرق القوانين الدولية ويجب مهاجمته؟
في إطار الأنباء التي تحدثت عن استخدام روسيا لمطار حيميدان العسكري علق وزير الدفاع الإيراني وقال "نحن لم نعطي المطار لروسيا، وإنما جعلناه قاعدة تنسيق بين البلدين، لكن مع تبجح الروس قررنا إلغاء ذلك الأمر"، المثير في الأمر هنا أن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني علق غير ذلك وقال: "ما تزال إلى الآن الطائرات الروسية تخرج وتقلع من مطار حميدان". في نفس السياق نرى أيضا تنسيقًا آخر بين الطرفين في بحر قزوين الذي تتواجد فيه السفن الروسية، ومنه تنطلق أيضا الصواريخ بعيدة المدى الروسية بالتنسيق مع إيران. إذا كان التنسيق بينهما عميقًا إلى هذا الحد من أجل الدفاع عن الدكتاتور الأسد، فما الذي يريدونه منا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس