ترك برس
رأى المُكّر الإسلامي أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة "حمد بن خليفة" بقطر، محمد مختار الشنقيطي، أن القيادة التركية الحالية لا تُريد أن تكون بمثابة دمية في أيدي القوى الغربية.
جاء ذلك في كلمة له خلال ندوة نظمها "منتدى العلاقات العربية والدولية"، في العاصمة القطرية الدوحة، تهدف إلى بحث تطورات الثورة والانقلاب في الجانبين السوري والتركي - حسب الترتيب - ومناقشة المحاور المتعلقة بهما في الداخل والخارج بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين".
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن الشنقيطي قوله إن "تركيا استطاعت بعد محاولة الانقلاب لأول مرة أن تكون قادرة على التحول من منطقة الدفاع إلى منطقة الهجوم في القضية السورية، وبدأت في التعاون مع الملف السوري باستراتيجية وليس بشكل إنساني مثل كل مرة".
وأوضح الشنقيطي: "ما يحدث في تركيا اليوم ما بعد محاولة الانقلاب، هي استئصال للقوة الحاكمة الغربية داخل تركيا، لأن الأخيرة حتى بقيادتها الحالية لا تريد أن تكون دمية في أيدي القوى الغربية (...) وإنما تركيا من خانة المفعول به إلى خانة الفاعل".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وتصدى لها المواطنون في الشوارع، ولاقت رفضاً من كافة الأحزاب السياسية؛ ما أدى إلى إفشالها.
جدير بالذكر أن عناصر "فتح الله غولن" المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال محاولتهم الأخيرة.
من جانبه، قال محمد حامد الأحمري، مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، "نعيش هذه الأيام محاولة استعادة استعباد الناس حتى أصبحت الحرية عند بعض الشعوب حلماً يراودهم"، في إشارة إلى الثورة السورية التي اندلعت في مارس/آذار عام 2011 قبل أن تتحول إلى أحداث دامية على يد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف، بحسب الأناضول، أن "ما يجري في سوريا، هو سعي شعب لنيل حريته، ولا يمكن وصفه نزاعا أو حرباً أهلية أو طائفية أو قومية أو حربا على الإرهاب أو صراع سني شيعي".
وأشار الأحمري أنه "من الواجب عند الحديث عن سوريا، الحديث عن تركيا ودورها في استقبال اللاجئين واستيعاب قادة المعارضة السورية"، موضحا أن "المعركة التي تجري في سوريا ليست للسوريين فقط، بل معركة كل العرب والمسلمين لأنه إذا تحرر جزء من هذه الأرض فسوف يشجع الأجزاء المجاورة على التحرك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!