أمبيرين زمان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس
يهدد تصاعد التوتر بين تركيا والعراق بتعطيل العملية التي طال انتظارها ضد تنظيم الدولة داعش في الموصل، حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من نزاع إقليمي بسبب استمرار وجود القوات التركية في شمال العراق.
صوت البرلمان التركي في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول على تمديد مهمة آلاف القوات التركية داخل العراق وسوريا، ما أثار ضجة في بغداد، فقال العبادي للتلفزيون العراقي "لقد طلبنا من الجانب التركي أكثر من مرة عدم التدخل في الشؤون العراقية، وأخشى أن يتحول التدخل التركي إلى حرب إقليمية".
تصر أنقرة على أن قواتها منتشرة في مناطق السيادة العثمانية السابقة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، أي حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش. ويتصاعد القلق بشأن مواجهة محتملة بين القوات التركية ووحدات الحشد الشعبي العراقية والميليشيات شبه العسكرية ذات الأغلبية الشيعية التي تسعى على الأرجح للحصول على أسبقية تحرير الموصل.
قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم أمام البرلمان، التركي في الرابع من أكتوبر إن عملية انتزاع الموصل من داعش يمكن أن تشعل القتال السني الشيعي، إذا سيطرت الميليشيات الشيعية على المدينة. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثار حساسية العراقيين في وقت سابق عنما قال في حديث لقناة إخبارية إماراتية إنه ما إن تتحرر الموصل عاصمة محافظة نينوى، ينبغي ألا يسمح إلا للسنة العرب والتركمان والأكراد المسلمين بالبقاء في المدينة.
رد البرلمان العراقي بالمطالبة بانسحاب القوات التركية من بلادهم فورا. وتتفق الولايات المتحدة مع تركيا في أنها تعارض بحزم مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في حملة الموصل.
نشرت تركيا عدة آلاف من جنودها في العراق منذ عام 1990 في محاولة لتضييق الخناق على حزب العمال الكردستاني. يختبئ كبار قادة الحزب في جبال قنديل التي تفصل العراق عن إيران. تقصف المقاتلات التركية بانتظام قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل. وقد جن جنون العراق عندما نشرت تركيا دفعة جديدة من القوات الخاصة مدعومة بنحو 20 دبابة في بلدة بعشيقة في شمالي الموصل، في ديسمبر/ كانون الأول.
تقدمت حكومة العبادي بشكوى إلى الأمم المتحدة مدعومة بالكامل من جامعة الدول العربية، مطالبة بانسحاب تركي فوري. رفضت أنقرة التراجع تاركة العبادي المحاصر يبدو أكثر ضعفا.
تفسير تركيا الرسمي هو أن القوات الخاصة في بعشيقة موجودة لحماية أفراد الجيش التركي الذين يدربون القوات العربية السنية التابعة لمحافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي. ومن المتوقع أن تمسك القوات العربية بزمام الأمور في المدينة فور تحريرها. السبب التركي المباشر لتشكيل هذه القوات هو منع ميليشيات الحشد الشيعي من دخول الموصل. تريد تركيا أيضا مواجهة أي تحركات من ميليشيات الحشد للانتقام لشيعة توز خورماتو وهي مدينة تسكنها أغلبية تركمانية تعرض سكانها الشيعة للطرد من قبل داعش بعد أن سيطرت عليها.
تشعر تركيا بالمثل بالقلق تجاه مخططات حزب العمال الكردستاني في سنجار، حيث انتشرت قواته للمساعدة في إنقاذ الأيزيديين من مذابح داعش في أغسطس/ آب 2014. ومنذ ذلك الحين يساعد العمال الكردستاني الأيزيديين على تشكيل وحدات عسكرية ومجالس محلية خاصة بهم بهدف توسيع نفوذ الحزب في شمال العراق. تشجع بغداد هذه التحركات من جانب العمال الكردستاني في محاولة لإبعاد الأيزيديين عن الأكراد العراقيين الذين يدعون أن سنجار مدينتهم.
هذه المعطيات كلها تترك واشنطن عالقة بين المصالح المتناقضة للعراقيين والأتراك والأكراد، وهم جميعا حلفاء لها في الحرب على داعش. بدت جهود الولايات المتحدة للتوفيق بين تركيا والعراق في هذا الصيف ثمرة للاستسلام بعد سلسلة من الاجتماعات بين رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أوباما للحرب على داعش، بريث مكغورك. توصلت هذه الأطراف إلى اتفاق مبدئي بأن تسحب تركيا قواتها من بعشيقة بعد استقرار الأوضاع في الموصل، لكن بعد التطورات الأخيرة يبدو أن الاتفاق سيذهب غلى سلة القمامة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس