أمبرين زمان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس
جدد وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، الدعوة للولايات المتحدة لقطع علاقاتها مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد السوريون، والتي تعد أكبر حليف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، كما دعاها إلى تقديم الدعم الجوي للقوات التركية التي تقاتل لطرد الجهاديين من مدينة الباب السورية.
وقال أوغلو إن تردد الولايات المتحدة في دعم القوات التركية دفع الشعب التركي إلى التساؤل " لماذا تسمحون للأمريكيين بالبقاء في قاعدة إنجيرليك؟" . وكرر وزير الدفاع ، فكري إيشك، تصريح أوغلو قائلا " إن غياب دعم التحالف الدولي لعملية درع الفرات يدفع تركيا إلى إعادة النظر في استخدام التحالف لقاعدة إنجرليك".
وتخوض القوات التركية والثوار السوريون معارك للسيطرة على مدينة الباب منذ أكثر من شهر، لكن مقاتلي داعش أبدوا مقاومة عنيفة، ولذلك ازدادت خسائر القوات التركية.
الراجح أن أنقرة تلوح بورقة إنجرليك لأنها تشعر بالقلق من أن يوقع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على قانون يسمح لوزارة الدفاع الأمريكية بتدريب قوات سوريا الديمقراطية وتسليحها، قبل مغادرته منصبه في العشرين من يناير/ كانون الثاني.
ويصر البنتاغون على أن قوات سوريا الديمقراطية " قسد" هي القوة الوحيدة القادرة على انتزاع مدينة الرقة التي أعلنتها داعش عاصمة للخلافة، وأن هذه القوات تحتاج إلى أن تسلح تسليحا جيدا للقيام بهذه المهمة. ويُعتقد أن البيت الأبيض سيتراجع عن تسليح قوات سوريا الديمقراطية بسبب مخاوفه من عدم القدرة على استخدام إنجرليك، وهي قاعدة تركية لها أهمية كبرى في للحملة الجوية على الجهاديين.
فتحت تركيا قاعدة إنجرليك لعمليات التحالف في 22 يوليو/ تموز 2015 بعد أشهر من الجدل العنيف، وستنتظر على الأرجح لمعرفة موقف الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، من وحدات الحماية الشعبية الكردية المهيمنة على " قسد" قبل أن تتخذ قرارا بوقف السماح للتحالف باستخدم القاعدة. ما تزال قاعدة إنجرليك ومحطة الإنذار المبكر في ولاية ملاطيا جنوب شرق البلاد تحتفظان لتركيا باليد الطولى في علاقتها المشحونة مع الولايات المتحدة،حيث تعد محطة ملاطيا جزءا من منظومة الدفاع الصاروخي لحلف الناتو، وتستخدم أيضا للتجسس على إيران.
وعلى صعيد أكثر إيجابية، يتوقع أن يتوجه رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إلى بغداد خلال الأيام المقبلة لإجراء مباحثات مع نظيره العراقي، حيدر العبادي، في محاولة لتخفيف التوتر الناتج عن وجود القوات التركية في شمال العراق، بعدها يتوجه يلدريم إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
ذوبان الجليد بين أنقرة وبغداد هو خبر جيد لأكراد العراق وواشنطون اللذين أغضبتهما التهديدات التركية باتخاذ إجراءات ضد الميليشيات الشيعية وحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الموجودين بالقرب من الموصل. وقال مسؤولون أكراد عراقيون للمونيتور اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم إن " تركيا كانت على وشك إرسال مزيد من القوات الخاصة تحت ستار عمال إغاثة، لكنها جمدت خططها بفضل وساطة الولايات المتحدة.
سيؤدي أي تدخل تركي في العراق على الأرجح إلى عرقلة الحملة الجارية لطرد داعش من الموصل، وسيسمح أيضا لمعارضي العبادي الذين يقودهم سلفه الطائفي، نوري المالكي، بإظهار العبادي الذي يتعرض للتضييق بأنه غير قادر على الدفاع عن العراق ضد الغزو الأجنبي.
في حديث للصحفيين قبيل زيارة يلدريم، أكد العبادي أن القضايا الشائكة، مثل البي كي كي وغيرها ستطرح على طاولة اللقاء الذي كان مقررا يوم 5 يناير، لكنه أجل لبضعة أيام.وقال العبادي" إننا لا ندعم البي كي كي، والدستور العراقي يحظر استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات على جيرانه " وجاء تصريح العبادي ردا على مزاعم بأن حكومته تسلح وتمول إرهابيي البي كي كي والقوات الأيزيدية التابعة له في سنجار لتحقيق توازن مع القوات التركية المتمركزة في بعشيقة شمالي الموصل.
اندلع الخلاف بين تركيا والعراق أبرز قوتين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما نشرت تركيا مئات من قواتها الخاصة مدعومين بعشرين دبابة في بعشيقة، الأمر الذي دفع بغداد إلى المطالبة بالانسحاب الفوري لما أسمته" قوة الاحتلال التركي" . من جانبها أعلنت أنقرة أن هذه الخطوة تأتي في إطار تدريب العشائر السنية لتحرير الموصل، لكن يعتقد أن أنقرة لجأت إلى هذه الخطوة خوفا من مشاركة الميليشيات الشيعية في عملية تحرير الموصل لشن عمليات انتقامية من التركمان السنة الذين ساندوا داعش عندما احتلت بلدة تل عفر وطردت سكانها الشيعة. وقد نجحت الميليشيات الشيعية في ظبط النفس حتى الآن تاركة القوات التركية تركز على مصدر القلق الآخر المتمثل في البي كي كي .
تعتقد أنقرة أن البي كي كي يتطلع إلى استخدام سنجار نقطة انطلاق إلى سوريا حيث تتنامى قوة وحدات الحماية الشعبية الكردية بالأرقام يوما بعد يوم . يؤكد مسؤولون عراقيون أن أنقرة ستبدأ تدريب قوات كردية سورية لمواجهة وحدات الحماية.
ألقت واشنطون بثقلها وراء الدعوات الكردية والتركية والعراقية لانسحاب البي كي كي من سنجار، بهدف نزع فتيل الغضب التركي من تحالفها وحدات الحماية، كما يضغط دبلوماسيون أمريكيون على الجماعات اليزيدية للانضواء تحت لواء قوات البيشمركة الكردية العراقية وقطع علاقاتها مع البي كي كي. ويبدو أن هذه الضغوط بدأت تؤتي ثمارها، حيث نقل عن مراد كارايلان قائد الجناح العسكري للبي كي كي قوله " أبلغنا حكومة كردستان العراق أن مقاتلينا سيكملون قريبا انسحابهم من سنجار " وإن كان كاريلان لم يحدد موعدا لذلك. من جانبهم حذر مسؤولون أكراد عراقيون من أن تصريح كاريلان لا قيمة له حتى تستجيب قيادة البي كي المختبئة في جبال قنديل لكلامه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس