عبد القار سلفي –صحيفة حرييت- ترجمة وتحرير ترك برس
المكالمة الهاتفية التي أجراها أردوغان مع ترمب، وزيارة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى تركيا كانت من أهم التطورات في الآونة الأخيرة.
وبعد أن قيّم أردوغان التطورات الإقليمية، أوضح له ترمب بأنّه يحاول أن يحيط إحاطة كاملة بالقضايا، وأنه يعمل اللازم في هذا الخصوص، معلنا عن نيّته في إرسال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية إلى تركيا ليستمع إلى القضايا عن كثب، وبناء على هذا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بومبيو خلال 24 كان قد وصل إلى أنقرة
إن تقارب ترمب من تركيا، واستراتيجية مكافحة داعش، والتطورات السياسية في المنطقة ستكون من بين أكثر القضايا التي ستهم تركيا عن كثب خلال المرحلة القادمة.
وكان ترمب قد وجد الخطة التي وضعت من قبل أوباما لمحاربة داعش غير كافية، وأعطى التعليمات اللازمة لتجهيز خطة جديدة في هذا الصدد.
لا يجد ترمب سياسة أوباما التي اتبعها في مكافحة داعش، بالإضافة إلى سياساته في الشرق الأوسط ناقصة فحسب، وإنما يجدها خاطئة أيضا. ويقال: إنه أعلن عن ذلك بشكل واضح خلال مكالمته التي أجراها مع الرئيس أردوغان.
الرئيس السابق أوباما فضّل التعامل مع إيران وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية، على التعامل مع حلفاء أمريكا "السعودية وتركيا وإسرائيل"، وبومبيو أشعرَ بهذا الأمر خلال مجيئه إلى تركيا
مهمة بومبيو مختلفة
يبدو أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الجديد بومبيو سيتولى مهمة مختلفة. إذ بدء بومبيو بلقاءاته في أنقرة مع الرئيس أردوغان، الأمر الذي ترك انطباعا بأن مهمة بومبيو لن تكون استخباراتية فحسب، وإنما سيكون –بومبيو- مسؤولا عن قضايا ومهام استراتيجية وسياسية أيضا، وذلك على غرار رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "يوسي كوهين" ورئيس الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" اللذين يتوليان مهام استراتيجية إلى جانب المهمة الأساسية في الاستخبارات.
في يومنا هذا باتت القضايا الدبلوماسية الحاسمة قضية استخبارتية أيضا، بومبيو تعرّف على أنقرة مؤخرا، وأنقرة بدأت بالتعرّف عليه شيئل فشيئا، ولذلك أود أن أنقل انطباع أنقرة وتقييماتها حول بومبيو وزيارته.
1- إن إدارة ترمب ستطور استراتيجية جديدة، ومجيء بومبيو إلى أنقرة كان من أجل الحصول على معلومات أكثر عن التوازنات، والاتفاقيات وموقف تركيا من قضايا متعددة.
سيتوجه بومبيو في إطار جولته إلى السعودية والبحرين، والقيام بهذه الجولات قبيل تحديد الاستراتيجية الجديدة تعد خطوة صحية تماما.
2- يقال إن اللقاءات بين رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ورئيس الاستخبارات التركية لم تجر على شكل مفاوضات، إنما فقط تم التعبير عن الأمور التي تثير قلق تركيا، ويقال إن بومبيو دوّن ما قيل له، ويقال أيضا إنّه طرح للجانب التركي أسئلة صعبة للغاية. وهذا الأمر يشير إلى أنّه جاء إلى أنقرة وهو على أتم الاستعداد. كما أن تركيا نقلت له امتعاضها فيما يخص المشاكل مع إدارة أوباما، وكذلك علاقة أمريكا بحزب الاتحاد الديمقراطي.
3- ولم يتم نقل مخاوف تركيا فحسب، وإنما تم تناول سياسة أمريكا مع ملف سوريا، وسياستها مع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية، ومكافحة داعش، والأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة في هذه القضايا.
ما هو الانطباع الذي تركه بومبيو لدى أنقرة؟
ترك بومبيو الذي أمضى حوالي 48 ساعة في أنقرة انطباعا إيجابيا، ويقال إن اللقاءات كانت بناءة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بأن الأمر سيولّد نتائج إيجابية أيضا، ذلك لأن زيارة بومبيو هي بمثابة التماس الاول مع أنقرة.
ترى أنقرة أن السياسات الجديدة التي ستتبعها إدارة ترمب ستكون واضحة وستحدد حتى نهاية نيسان / أبريل وبداية أيار / مايو.
أنقرة سعيدة لبدئها بداية موفقة مع إدارة ترمب الجديدة، ولكنها في الوقت نفسه تتصرف بحذر كبير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس