غونيري جيفا أوغلو - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
تحدثت بعض وكالات الأنباء عن "بدء التحرك نحو منبج". إضافة إلى وجود أنباء أخرى عن "قصف الطائرات الحربية التركية عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي في المنطقة".
وفي هذا السياق صدرت أولى التصريحات من قبل "فرقة السلطان مراد" التابعة للجيش السوري الحر. تحدثت فيها عن استيلائهم على قرية بحوزة الحزب، وأنهم في طريقهم للاستيلاء على قريتين أخريين، وأن الهدف في المرحلة الأولى هو السيطرة على مساحة تقدر بـ500 كم2. بينما لم يصدر أي تصريح من الحكومة وهيئة الأركان العامة بهذا الشأن حتى الآن.
ولكن ليس هناك من داع للانتظار لبدء تحرك الجيش السوري الحر المعزز بالقوات المسلحة التركية إلى منبج. وتجلى ذلك في إشارة الرئيس أردوغان خلال زيارته إلى باكستان إلى عملية منبج – إلى جانب التصريحات الصادرة بشأن بقية المواضيع الراهنة. وإن صحت أقوال بعض وكالات الأنباء العالمية وتصريحات "فرقة السلطان مراد"، فإن ذلك يعني دخول الجيش السوري الحر في صدام مسلح للمرة الأولى مع حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الكردي – وإن أخذت وقتًا أطول ومدى أوسع. أما إن أخطأت فسيجري الأمر نفسه مستقبلًا بجميع الأحوال.
كان ذلك نتيجة عزم أنقرة على تطهير أراضي منبج الواقعة غربي نهر الفرات من عناصر الحزب والوحدات الكردية. وهي سياسة تطبقها تركيا منذ مدة طويلة للوصول إلى هذا الهدف بالطرق الدبلوماسية بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية. وتأكيدها مجددًا على ضرورة انسحاب العناصر الكردية المسلحة في أراضي منبج الواقعة غربي الفرات إلى شرقي النهر. وتقديم الولايات المتحدة الأمريكية وعودًا بهذا الصدد.
ولكنها لم تفِ بالوعود التي قطعتها وتملصت في الحقيقة من ذلك. بيد أن أهمية منبج الكبيرة بالنسبة إلى تركيا. تتطلب القضاء نهائيًا على مخطط ربط الكانتونات الكردية الواقعة شمالي سوريا مع كانتون عزاز على حدود هاتاي بالالتفاف جنوبًا بدءًا من منبج في غربي الفرات. ولهذا كان لزامًا على تركيا وضع سياسة تجاه سوريا.
في ظل اتباع أمريكا سياسة المماطلة بالحديث عن تشكيل عناصر الحزب والوحدات الكردية في منبج وحدات خدمات إضافية، وعدم وجود مقاتلين في صفوفهم. إذن لماذا هم هناك ليقدموا الخدمات ما دام لا يوجد أي مقاتل في منبج؟
وسواء بدأ التحرك نحو منبج أم لم يبدأ بعد... فقد أكد الرئيس أردوغان في خطابه على أن التوجه إلى منبج بات قريبًا.
وبالتالي ستركز الأنظار في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على ما سيكون عليه موقف كلا القوتين العظمتين في سوريا؟
لأن الاحتمال الوارد هو بدء التحرك نحو منيج أو إصدار تصريح – حازم – بحديث الرئيس أردوغان عن أن "الخطوة التالية هي منبج" إلى وسائل الإعلام دون تلقي رد على طلب أنقرة بعد تجربة بهذا القدر. وبخاصة بعد مجيء رئيس الأركان العامة الأمريكي إلى أنقرة والمساومات الحادة التي جرت خلف الكواليس دون صدور تصريح فيما إذا كان الرئيس ترامب سينفذ عملية الرقة بالتعاون مع الجيش السوري الحر المعزز بالقوات المسلحة التركية أم بالتعاون مع الحزب والوحدات الكردية.
ومرة أخرى، يمكن أن يكون البديل الذي حظي بالأهمية هو: بالتقدم نحو الرقة بالتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي مقابل سيطرة الجيش السوري الحر والقوات المسلحة التركية على منبج. بالإضافة إلى تصدر هذا البديل المقترح عناوين الأخبار الأخيرة الصادرة عن وكالات الأنباء العالمية بشأن منبج عقب حديث الرئيس أردوعان عن رفض المشاركة في التحرك نحو الرقة فيما لو شارك الحزب والوحدات الكردية في العملية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس