هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
وسط سيل من النقاشات عديمة القيمة.. لم يتبق لنا وقت ولا مجال للحديث عن الأسلحة التي حشدتها الولايات المتحدة في شمال سوريا.
مع أنها يجب أن تكون قضية الساعة الأولى بالنسبة لنا!
لماذا وكيف؟ يتوجب علينا أن نفكر دون سأم أو ملل.
منذ مايو/ أيار حتى يوليو/ تموز عبرت 900 شاحنة تحمل العربات العسكرية والأسلحة والذخائر الحدود العراقية السورية إلى حزب الاتحاد الديمقراطي.
من بين الأسلحة 3 آلاف "آر بي جي" (قاذف محمول مضاد للدبابات)، و20 ألف رشاش آلي، من بينها 4 آلاف رشاش ثقيل.
الأمر لا يقف عند هذا الحد!
شاحنات جديدة توجهت إلى الحزب مطلع أغسطس/ آب، حاملة على متنها عربات همر مصفحة ودبابات.
الذريعة معروفة..
مساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يلعب الدور الرئيسي في عملية إخراج تنظيم داعش من الرقة.
تساءل موقع "آخر خبر" قبل أيام "ما الذي تنوون فعله بـ 1021 شاحنة محملة بالأسلحة والدبابات منحتموها لحزب الاتحاد الديمقراطي في مواجهة مقاتلي داعش الذين يتنقلون على ظهر شاحنات صغيرة؟".
وأنا بدوري أسأل: ماذا يدور في الرقة؟
لماذا لا ينبس الإعلام الغربي ببنت شفة الآن، بينما كان ينشر سياًا من الأخبار إذا ذُبحت دجاجة في الرقة خلال السنوات الماضية؟
في 10 حزيران/ يونيو أفردت الوكالات الغربية صفحات طويلة من أجل إعلان دخول قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الرقة من ثلاثة محاور، فماذا حدث الآن؟
وكأن تنظيم داعش تلاشى، لم يعد أحد يأتي على ذكره.
من الواضح تمامًا أن هذه الأسلحة ليست موجهة من أجل الحرب على داعش.
الولايات المتحدة تنشئ جيشًا/ دولة في شمال سوريا بواسطة هذه الأسلحة والبنى التحتية.
سؤال آخر مثير للقلق..
"علاوة على داعش والنظام السوري، هل هناك هدف آخر محتمل لهذا الجيش الجديد، وقيادة القوات المركزية الأمريكية، التي تدعمه؟".
لنتذكر ما حدث على الجانب الآخر من الحدود ليلة 15 يوليو/ تموز...
لا بد أنكم تذكرون أن شاحنات وحدات حماية الشعب (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) التي تحمل مدافع هاون كانت تنتظر حتى الصباح الأخبار الواردة من أنقرة وحلف شمال الأطلسي.
والآن، ما الذي يمكن أن تنتظره الدبابات ومضادات الطيران والقناصات المزودة بالليزر والرافعات والجرافات والرشاشات الثقيلة؟
ما أريد قوله هو أنه يتوجب علينا الابتعاد عن الأجندات المصطنعة والجدل الذي يشتت انتباهنا، والتركيز على تقوية دفاعنا القومي على الصعيدين المادي والمعنوي.
ما نشهده ليس أحداثًا عادية.
الأمور التي تدور حولنا ليست من قبيل المزاح!! أصبح لزامًا علينا أن نفهم ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس