ترك برس
رأى كاتب ومحلل سياسي أن تركيا اليوم ليست كما كانت في السابق مجرد شرطي أو مخفر أمامي للولايات المتحدة والحلف الأطلسي، مشيرًا إلى أن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تطلعاته وطموحاته التي تتجاوز حدود الرؤية الأميركية.
وأشار "خورشيد دلي"، في مقال تحليلي نشرته صحيفة "العربي الجديد"، إلى أن العلاقات الأميركية التركية، وعلى الرغم من بعدها الاستراتيجي والحيوي للطرفين، لم تعد محكومة بالقواعد الناظمة لها في فترة الحرب الباردة.
واعتبر أن واشنطن لم تعد تتصرف وكأنها تقود حلفا أو محورا بقدر ما تتصرف انطلاقا من مصالحها وأجندتها الخاصة، حتى لو تعارضت مع مصالح الحلفاء.
وقال الكاتب: ربما ثمة قناعة عميقة لدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن الإدارة الأميركية كانت تريده ميتا، أو على الأقل معتقلا، فيما لو نجح الانقلاب العسكري صيف العام الماضي.
لكن أردوغان الذي زار موسكو مرارا بعد ذلك، ويعقد اتفاقيات استراتيجية معها، مثل شراء المنظومة الدفاعية الصاروخية إس 400، وأخرى مماثلة في مجالات النفط ومد أنابيبه وبناء مفاعلات نووية، ويزور طهران وينسق معها ضد إقامة دولة كردية مستقلة على وقع الاستفتاء الذي نظمه حليفه القديم مسعود البرزاني..
أردوغان هذا يعطي أوامر لحكومته بإصدار بيانٍ، بالقوة نفسها، ردا على البيان الأميركي الذي قضى بتعليق تأشيرات الدخول للأتراك، بل واعتقال موظف ثان في القنصلية الأميركية في إسطنبول، تعبيرا عن لهجة التحدّي والندية.
وتابع: هذا سلوك تركي لم نشهده، منذ اتجهت تركيا غربا، وانضمت إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952، وارتبطت استراتيجيا بالمنظومة الغربية الأطلسية، وتقوم بدور وظيفي، سواء في مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق أو العالم الإسلامي.
ورأى أن التوتر الحاد في العلاقات التركية الأميركية نابع من إدراك تركيا بأنها لم تعد مرتبطة استراتيجيا بالغرب، بشقيه الأميركي والأوروبي، وأن لها مصالح استراتيجية بروسيا وإيران لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية.
وعليه، باتت سياساتها أكثر جرأة على الصعيد الخارجي، وهي أمام إحساسها بتوفر مروحة من الخيارات الاستراتيجية باتت ترى أن السياسة الأميركية في موقع العدو المتربص بها، ولا سيما عندما تدعم الإدارة الأميركية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، حليف حزب العمال الكردستاني، وكذلك عندما تمتنع عن تسليم غولن الذي تشن السلطات التركية حربا شرسة ضد عناصره وأنصاره في الداخل والخارج.
ولعل من يدقق فيما يكتبه الإعلام التركي، هذه الأيام، يرى حجم الإحساس التركي بالعداء تجاه الحليف الأميركي السابق، وفق رأي الكاتب.
ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تمكنت من إنهاء نظام الوصاية تاريخيا وسياسيا واجتماعيا.
ويؤكّد أردوغان أنه تم إنقاذ الشعب التركي من الارتباط بثقافات غريبة عنه غير ثقافته الحقيقية.
ويُشير الرئيس التركي إلى أنه لا يمكن لأي دولة في العالم أن تسمح بتغلغل الشبكات الإرهابية داخل جامعاتها، وأن العنف ليس وسيلة مشروعة لاسترجاع الحقوق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!