ترك برس
رأى تقرير لموقع المونيتور إن التوافق التركي الإيراني حول قضية استقلال إقليم شمال العراق لن يستمر إلى الأبد، إذ يتوقع في نهاية المطاف حدوث مواجهة بينهما قد تكون عسكرية أو سياسية حول مدينة سنجار الاستراتيجية شمالي غرب العراق بالقرب من الحدود السورية.
وقال التقرير إن هناك تنافسا بين تركيا وإيران وحزب العمال الكردستاني - المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا - للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية لأسباب مختلفة.
وأوضح أن تركيا مصممة على تنفيذ تهديدها بهدم معاقل حزب العمال الكردستاني في العراق بمواصلة قصف مواقعه. ورفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من نبرة تهديداته في وقت سابق من هذا الشهر، وتعهد بأنه إذا لم تحل السلطات هناك مشاكل قنديل وسنجار، فإن تركيا ستسويها بالأرض. وتبعت ذلك غارات جوية تركية قتلت 96 من مقاتلي الحزب فى جبال قنديل وزاب.
وأضاف أن اهتمام أردوغان بسنجار يرجع إلى أنه عندما جاء حزب العمال الكردستاني إلى المنطقة في عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش والدفاع عن الأيزيديين، ثم رفضوا المغادرة على الرغم من ردود الفعل القوية من تركيا وحكومة إقليم شمال العراق. وهذا ما جعل سنجار هدفا رئيسا لتركيا.
عندما ظهرت وحدات الحشد الشعبي العراقية التي تدعمها إيران في سنجار قبل خمسة أشهر وبدأت في السيطرة على القرى من القوات الإيزيدية المعروفة باسم وحدات مقاومة سنجار، أصبح من الواضح أن إيران مهتمة بالمنطقة.
وعن أسباب اهتمام إيران بسنجار رغم عدم وجود روابط دينية أو عرقية لها مع سكان المنطقة، يشير التقرير إلى أنه خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 أطلق العراق صواريخ سكود الباليستية باتجاه إسرائيل من جبل سنجار، وهو أمر تضعه إيران، كما يرى البعض، في الحسبان في الوقت الحالي.
ويرى آخرون ومنهم محمد القيس الباحث في جامعة مرمرة أن إيران تسعى أيضا إلى تحقيق حلم الهلال الشيعي. وقال إن إيران تريد من الناحية الاستراتيجية والسياسية الوصول إلى البحر المتوسط، وهذا هو أفضل وسيلة لتصدير النفط والغاز. كما أنها تريد تأمين نفسها ضد إسرائيل. وعلاوة على ذلك فإن سنجار الواقعة بين العراق وسوريا تعد حيوية لإيران، حيث تمكنها أيضا من قطع الروابط بين الأكراد.
وقال القيس إن السيطرة الإيرانية على سنجار يمكن أن تعد تهديدا للبعض، لكن طهران تقوم ببناء قوة موالية لها هناك، ومن ثم فمن غير المرجح أن تدخل إيران في حرب مباشرة بسهولة.
ويُرجع القيس اهتمام تركيا الشديد بسنجار إلى وجود كل من حزب العمال الكردستاني وإيران. وقال إن تركيا لا تريد أن تصبح سنجار جبل قنديل جديدا يستخدمه الحزب. كما لن تسمح تركيا بإقامة ممر كردي، حتى لو كانت تسيطر عليه إيران التي يمكن أن تشكل أيضا تهديدا لتركيا.
وقال القيسي إنه لا يعرف ما إذا كانت تركيا تستطيع السيطرة على المنطقة، أو ما إذا كانت قد وضعت مثل هذه الخطة. لكنه يعلم أن أنقرة لا تريد أن تكون المنطقة تحت سيطرة طهران.
من جانبه يرى محمد كياني النائب الكردي السابق في البرلمان العراقي أن تركيا وإيران تتنافسان على سنجار. فبالنسبة إلى إيران تعد سنجار مفتاح الاتصال الإيراني السوري عبر العراق. وإذا تمكنت إيران من السيطرة عليها، فسيكون من السهل الوصول إلى العراق وسوريا ولبنان. وعلاوة على ذلك توجد مناطق سنية في سنجار، وإبقاء السنة تحت المراقبة أمر مهم بالنسبة إلى إيران.
وأضاف أن إيران تعتقد أنه إذا أصبح السنة أكثر قوة، واستمرت تركيا في دعمهم، فإن ذلك قد يخلق مشكلة لها. ولذلك فإن مراقبة الحدود السورية العراقية أمر مهم بالنسبة إلى إيران لقطع الصلات بين السنة في العراق والسنة في سوريا.
ويعتقد كياني أن لدى تركيا أسبابا إضافية للاهتمام بسنجار: أولا، إنها قريبة من الحدود السورية، حيث يسيطر الأكراد السوريون الآن على منطقة كبيرة، وترغب تركيا في إنهاء ذلك. ثانيا، أن سنجار قريبة من تلعفر، حيث يعيش التركمان، ولتركيا مصالح تاريخية في محافظة نينوى. وإذا لم تتمكن من السيطرة عليها فعليا، فإنها تريد أن يكون لها وكيل للقيام بذلك.
ويخلص التقرير إلى أن تركيا وإيران، وإن اتفقتا حول الأكراد، لا تستطيعان الاتفاق على البقاء على نفس خط العمل إلى الأبد، وأنهما سيتواجهان في نهاية المطاف في سنجار، إن لم يكن عسكريا فسياسيا. وأضاف إن المسيطر على سنجار سواء كانت تركيا أو إيران أو حزب العمال الكردستاني سيكون له ميزة لا شك فيها في العراق وسوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!