أحمد طلب الناصر- ترك برس
أقامت كلية العلوم الإسلامية في جامعة "السلطان محمد الفاتح الوقفية" في إسطنبول، ندوة بعنوان ( معالم على طريق تيسير تعليم اللغة العربية للطلبة الأتراك ) البارحة، الخميس 18 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وحضر الندوة رئيس الجامعة الدكتور "موسى دومان"، وعميد كلية العلوم الإسلامية فيها، الدكتور "أحمد طوران أرسلان"، وأكاديميون، وطلبة عرب وأتراك من الجامعات التركية، بالإضافة إلى أكثر من 100 معلّم ومعلّمة من المهتّمين بتعليم اللغة العربية للطلبة الأتراك، جلّهم من الجالية السورية المقيمة في إسطنبول.
افتتحت الندوة عند الساعة العاشرة صباحاً بكلمة الترحيب تلتها تلاوة من القرآن الكريم أدّاها طالب تركي، ثم ألقى السيد عميد كلية العلوم الإسلامية الدكتور "أرسلان" كلمة باللغة التركية تبعها بكلمة باللغة العربية أعرب من خلالها عن سعادته بالتطور الذي شهدته الجامعات التركية في تدريس اللغة العربية مؤخراً، فقال "عشنا صعوبات في تعلّم اللغة العربية في الماضي، ففي عام 1964، عندما بدأتُ دراسة اللغة العربية، لم نكن نجد صحفاً أو مجلات أو كتباً باللغة العربية، بل كنا نتمنى رؤية إنسان عربي حتى في أحلامنا، أما الآن فتركيا والحمدلله غنية بالعرب والناطقين باللغة العربية".
أما رئيس الجامعة، الدكتور دومان، فقد أشار في كلمته إلى أن "اللغة العربية قريبة جداً من التركية حيث توجد كلمات مشتركة فيما بينها، إضافة إلى أن العربية لغة القرآن الكريم والدين الإسلامي الذي يجمع العرب والأتراك على حدّ سواء".
وبعد كلمة رئيس الجامعة، بدأت الجلسة الأولى، حيث قُدّم خلالها بحثان، الأول منهما ألقاه الدكتور "علي بولوط" من جامعة السلطان محمد الفاتح، وكانت بعنوان (مدى فاعلية اختيار الألفاظ المشتركة بين العربية والتّركيّة في تعليم العربية للأتراك)، تطرق من خلاله إلى الكلمات والمصطلحات المشتركة بين اللغتين التركية والعربية، واستخدامها كأداة لتسهيل تعليم العربية للأتراك، فأشار في مبحثه إلى نقاط مهمة تجمع بين العربية والتركية وخاصة الأسماء الشائعة في المجتمع التركي، كأسماء الذكور (محمد، مصطفى، علي، حسين، أحمد)، واسماء الإناث (فاطمة، عائشة، زينب، خديجة..) وهذا نتيجة تمسّك المجتمع التركي بالدين الإسلامي الحنيف، مثلهم مثل العرب. كما أكّد أن غالبية أسماء المهن والأشياء والمصادر البادئة بحرف الميم المضمومة هي ذات أصل عربي، مثال: مُدرّس، ملتقى، معجم، مؤمن، مجاهد، مجادلة.. وتتجاوز الألفي كلمة في اللغة التركية.
أما المبحث الثاني فقد ألقاه الأستاذ "إبراهيم حلالشة"، وكان بعنوان (متطلّبات خاصّة للمتحدثين بالتركية في مناهج تعليم العربيّة)، قدّم من خلاله أمثلة عن مناهج تشتمل على متطلبات خاصة يجب مراعاتها من قبل معلّم اللغة العربية في تدريسه للطلبة الأتراك، وقد لخّصها بثلاثة عناوين، الأول يتعلّق بالمفردات والقوالب اللغوية، والثاني يتعلّق بالقواعد، والثالث بالنطق والتنغيم. كما تطرّق إلى تشابه الألفاظ في بعض كلمات العربية والتركية مع اختلاف معانيها، وتنبيه الطلبة على الاختلافات الحاصلة بينها في كلا اللغتين، مثال: جداً، ومساعدة، وغيرها من الألفاظ الأخرى.
أما الجلسة الثانية، فقد قُدّم فيها ورقتان بحثيّتان، الورقة الأولى للدكتور "عبد الصّمد بقال أوغلو" من جامعة "مرمرة"، بعنوان (الأخطاء المرتكبة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها)، والورقة الثانية للأستاذ "ماهر الرّفاعي" بعنوان ( توظيف استراتيجيّات التعليم الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها).
تحدّث الدكتور "بقال أوغلو" عن أهم الأخطاء التي يجب على معلّم اللغة العربية أن يتفادها، وأهمها: (التواضع)، كأن يقول المعلم لطلابه بأنه لا يزال مبتدئاً في فهم اللغة العربية، فيصيب الطالب بالإحباط والخوف. وكذلك عدم التفريق في التدريس بين الناطق باللغة العربية والناطق التركي، والتطرّق إلى الإعراب والنحو قبل تعليم التحدث بالعربية بالشكل المبسّط.
وتحدّث الأستاذ "رفاعي" في مبحثه عن استخدام الطرائق الحديثة في تعليم اللغة العربية، كاعتماد الصور وعرض الشرائح والتمثيل الدرامي لإيصال المعلومة بشكل مبسّط.
وفي الجلسة الثالثة، كذلك تم تقديم ورقتين بحثيتين، الورقة الأولى للأستاذ "محمّد الجباوي" من جامعة السلطان محمّد الفاتح، بعنوان (أنماط متعلّمي اللغة العربيّة من غير العرب والطّرق المثلى لتدريسهم )، والورقة الثانية للأستاذ "عبد الرزاق حجّوز" بعنوان (إيجابيات معرفة معلّم اللغة العربية – في تركيا – بقواعد اللغة التركية في المستوى المبتدئ).
وتخللت الجلسات، مداخلات للحضور، تم طرح الأسئلة من خلالها على المحاضرين والإجابة عليها.
اختتمت الندوة في الساعة الرابعة والنصف مساءً، وبعد الاختتام، تم تكريم السادة المحاضرين، وتوزيع شهادات الحضور على المشاركين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!