فخر الدين ألتون – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تؤرق بعض المشاكل اللوبي المعادي لتركيا في الولايات المتحدة هذه الأيام. فاللوبي يعتقد أن العلاقات بين واشنطن ووحدات حماية الشعب تعيش أزمة ثقة حاليًّا.
السبب في الأزمة هو عدم تدخل الولايات المتحدة ضد عملية غصن الزيتون التي تخوضها تركيا في عفرين.
ويشعر حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب بالإنزعاج الشديد، على الأخص جراء شائعات تقول إن الولايات المتحدة ستقدم ضمانات لتركيا بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب من منبج إلى شرق الفرات.
حتى غارات الولايات المتحدة على الميليشيات الموالية لنظام الأسد لم تكفِ لإزالة أزمة الثقة هذه. وما تطلبه الوحدات من واشنطن هو قطع الطريق على تركيا والتدخل لوقف عملية غصن الزيتون.
يبذل اللوبي المعادي لتركيا في الولايات المتحدة الآن كل ما في وسعه لتحقيق ذلك. فمن جهة يستخدم العداء الأمريكي لروسيا وإيران في التأكيد على أن تقارب تركيا مع الدولتين المذكورتين يشكل تهديدًا على مصالح الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى يواصل الكذب بأن تركيا تستهدف المدنيين.
وكما هو متوقع، لا يتحدث اللوبي عن إفراج وحدات حماية الشعب عن 400 مقاتل من داعش شرط أن يقاتلوا تركيا، أو إدخال 500 إرهابي باستخدام المدنيين تحت مسمى مسيرة دعم لعفرين.
غاية اللوبي تحريك الولايات المتحدة ضد تركيا!
من جهة أخرى، تكشفت بوضوح العلاقة بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب بعد عملية غصن الزيتون. ولأن اللوبي يدرك استحالة إخفاء هذه العلاقة، لجأ إلى تكتيك جديد.
1- حتى لو كان حزب الاتحاد الديمقراطي فرع لحزب العمال الكردستاني في سوريا فهو يتمتع باستقلالية، ولا يتحرك بموجب تعليمات حزب العمال فقط وإنما في إطار الواقع السوري.
2- حزب العمال ليس تهديدًا بالنسبة للولايات المتحدة ولا سبب لاعتباره تنظيم إرهابي. وواشنطن أعلنت حزب العمال تنظيمًا إرهابيًّا للحصول على دعم تركيا في حملتها للحرب على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر.
وكما نرى فإن المساعي الجديدة لأعداء تركيا في الولايات المتحدة هي تبيض صفحة حزب العمال الكردستاني.
وبحسب هؤلاء فإن الحزب استهدف حتى اليوم "العناصر العسكرية" فقط، والضحايا المدنيون خلال الهجمات سقطوا بالخطأ!
ما يهمنا هنا هو مدى سيطرة هذا التوجه على السياسة الخارجية الأمريكية، فكيف لنا أن ندرك ذلك؟
من تصريحات المسؤولين الأمريكيين؟
بالطبع لا. فقد رأينا في السنوات الخمس الماضية أن لا قيمة لتلك التصريحات. وما على الولايات المتحدة فعله الآن من أجل إقناع تركيا بحسن نواياها هو قطع دعمها للمجموعات الإرهابية ودعم مكافحة تركيا للإرهاب.
لكنني للأسف، لا أعتقد أنها ستفعل. ولهذا لا يبقى أمامنا سوى حك جلدنا بظفرنا، ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمننا القومي بإمكانياتنا، كما قال أردوغان.
بالطبع لن نتخلى عن الطرق الدبلوماسية، لكن الأعوام الخمس الماضية علمتنا أن الجهود الدبلوماسية لا معنى ولا قيمة لها ما لم تكن مصحوبة بالقوة الغاشمة في الساحة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس