محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
توصل وزيرا الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو ونظيره الأمريكي مايك بومبيو إلى اتفاق بخصوص تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي المتمركز في سوريا. يشير الاتفاق إلى أن خلافًا شديد الأهمية بين البلدين دخل مرحلة الحل.
خطة من ثلاث مراحل
بحسب تصريح جاوش أوغلو فإن الخطة تتكون من ثلاث مراحل، ستستكمل في بضعة أشهر، فيما ستُسحب الأسلحة الأمريكية من عناصر وحدات حماية الشعب الموجودين في منبج.
كما أن جاوش أوغلو نقل عن مايك بومبيو قوله إن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيقًا حول زعيم منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية.
السعادة ليست سهلة المنال
من الطبيعي أن حل تركيا والولايات المتحدة المشاكل القائمة بينهما وتحرير شراكتهما الاستراتيجية من المشاكل مدعاة للسعادة. لكن من الضروري أن نوازن هذه السعادة ببعض الحقائق المرة.
على سبيل المثال، كما قال جاوش أوغلو "الإدارة الأمريكية في 2016 ورئيسها باراك أوباما وعدانا مرات عديدة بأن وحدات حماية الشعب سوف تنسحب من المدينة بعد عملية منبج مباشرة. لكن هذا الوعد لم يتحقق. بل زاد الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب وقدموا لها السلاح أيضًا. وسّعت الوحدات المناطق التي تحتلها، وسيطرت على 25 في المئة من الأراضي السورية.
ماذا سيقول ترامب؟
هناك مسألة أخرى، وهي أنه مع النظر إلى الاتفاقات التي توصل إليها وزيرا الخارجية التركي والأمريكي في هذه الآونة، يبقى من الصعب جدًّا توقع ما يريده الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
على سبيل المثال، عندما تتحدث تركيا عن مشكلة منظمة "فتح الله غولن"، من غير الممكن ألا يكون ترامب طلب إخلاء سبيل الجاسوس/ القس آندرو كريغ برونسون الموقوف في تركيا على خلفية تحقيقات المحاولة الانقلابية. حتى أن ترامب قال "إذا كان برونسون جاسوسًا فأنا نفسي جاسوس".
كما أن من غير الممكن أيضًا ألا يكون بومبيو طلب الدعم من تركيا في مسألة تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران.
المشاكل لا تنتهي
لنستذكر أن البلدين كانا قد أقدما على خطوات من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن منبج عندما زار أنقرة وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، الذي أطاح به ترامب بتغريدة عبر توتير.
وبطيبيعة الحال، إذا أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق، ستكون هناك مشكلة بخصوص رد فعل العراق والولايات المتحدة عليها.
الاتفاق بمثابة فرصة
كما قال جاويش أوغلو فإن "الخطوة التي سنقدم عليهامهمة بالنسبة لمستقبل سوريا من جهة، وتُعد بمثابة فرصة من أجل إعادة علاقاتنا المتدهورة مع الولايات المتحدة إلى مسارها، من جهة أخرى. ولهذا من الضروري تطبيق خريطة الطريق هذه بكل حذافيرها".
إذًا، ما علينا إلا أن ننتظر، وسنرى ماذا سيحدث..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس