ترك برس
تناول تقرير أعدته قناة "تي أر تي" التركية (حكومية) أسباب كثافة الحملات الانتخابية الكبيرة التي تنظمها الأحزاب التركية في مدينة إسطنبول، وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأشار التقرير إلى أن الحزب الحاكم يعتمد بشكل كبير على رصيده من التنمية التي تركها في إسطنبول خلال 16 عاما من الحكم، لتكون العنوان الرئيسي في حملته الانتخابية.
وبحسب التقرير، فإن هذا الحال يشمل أيضًا باقي الأحزاب التي ترى في إسطنبول أول الحصون الانتخابية التي يجب الفوز بها قبل الوصول للقصر الجمهوري والبرلمان.
ويتوجه الأتراك يوم 24 حزيران/ يونيو الجاري لانتخاب برلمان جديد ورئيس لأول مرة وفقا للتعديلات الدستورية الجديدة التي حولت نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، والتي أقرت في استفتاء شعبي عام 2017، كانت لإسطنبول كلمة الفصل فيه.
التركيبة السكانية في إسطنبول لها خصوصية عن باقي المدن التركية، فغالبية سكان المدينة هم من المهاجرين من المدن الأخرى التي انتقلوا للعيش فيها للعمل أو الدراسة واستقروا فيها على مدار تاريخ الجمهورية، وشهدوا القفزات التي تحققت فيها، ما يجعلهم متابعين لنهضة قلب الدولة النابض.
ومن المهم الإشارة إلى أن غالبية هؤلاء السكان لهم ارتباطات عائلية في مدنهم الأصلية ما يعني قدرتهم على التأثير أيضا في أصوات أقربائهم في المدن الأخرى.
تحتل مدينة إسطنبول حيزا كبيرا في وجدان المواطن التركي، وذلك للاعتبارات التاريخية والدينية التي تمثلت في تحقيق الوعد النبوي بفتح المدينة على يد السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453م، وما تبع ذلك من المظاهر الحضارية التي عاشتها الدولة العثمانية في عز سلطانها والأهمية التي رافقت ذلك، وبعده في زمن الجمهورية التركية الحديثة التي نقلت العاصمة لتكون في أنقرة، إلا أن ذلك لم ينقص من قدر إسطنبول شيئا.
وما زالت المدينة تحظى باهتمام شعبي ورسمي لما لها من دور كبير في تحديد وجه السياسة الداخلية التركية، وشكل التشكيلة الحاكمة في البلاد. فمع اقتراب موعد الانتخابات التركية الحاسمة في 24 حزيران الجاري، تتصدر المقولة الشهيرة "من يفوز بإسطنبول، سيفوز بتركيا"، وعليه تسعى الأحزاب المتنافسة إلى حسم نتيجة مدينة إسطنبول لصالحا بما يضمن لها الفوز غالبا في الانتخابات.
ارتبطت مسيرة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان بمدينة إسطنبول، عندما حقق أول نجاحاته السياسية بالظفر بمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى عام 1994، وحقق نجاحا كبيرا فيها ما أعطاه رصيدا كبيرا في مسيرته السياسية مع حزب العدالة والتنمية منذ عام 2001، وبقيت نجاحاته خلال رئاسته للبلدية مثالا يضرب في كل مناسبة انتخابية.
ومنذ فوز العدالة والتنمية في أول انتخابات له عام 2002، حافظ الحزب على الفوز بمدينة إسطنبول حتى آخر انتخابات برلمانية عام 2015، والتي حصل فيها على حوالي % 48.7 من أصوات الناخبين في المدينة. ولم تستطع المعارضة الفوز بمدينة إسطنبول حتى اللحظة.
إذ يبلغ عدد سكان إسطنبول أكثر من 15 مليون نسمة، من أصل عدد سكان تركيا البالغ عددهم أكثر من 80 مليون. ووفقا لأرقام اللجنة العليا للانتخابات فإن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات 24 حزيران في مدينة إسطنبول يبلغ 10 ملايين و559 ألف و686 ناخب، ثم تليها العاصمة أنقرة بنحو 4 ملايين ناخب من مجموع 59 مليون ناخب على مستوى البلاد.
المشاريع العملاقة التي تم إنجازها في المدينة مثل الجسر الثالث ونفَق "مرمراي" الذي يمر من تحت مضيق البوسفور، ومشروع المطار الثالث الذي سيفتتح نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى الاستثمار الكبير في البنى التحتية تشكل الحصان الذي سيحمل العدالة والتنمية للفوز في الانتخابات القادمة، وفقا لتوقعات الأروقة الداخلية في الحزب.
وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، يتنافس فيها كل من الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن "تحالف الشعب" (يضم "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"الوحدة الكبرى")، و"محرم إِنجة" (عن حزب الشعب الجمهوري)، وصلاح الدين دميرطاش (عن حزب الشعوب الديمقراطي)، و"تَمَل قرة مُلا أوغلو" (عن حزب السعادة)، و"دُوغو بِرينجك" (عن حزب الوطن)، ومرال أقشَنر (عن حزب إيي).
وأعلنت لجنة الانتخابات العليا أن 59 مليونا و391 ألفا و328 ناخبا يحق لهم الإدلاء بأصواتهم داخل وخارج البلاد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!